كشف مدير عام الإدارة العامة لشؤون المراكز المتخصصة والأطباء الزائرين بوزارة الصحة، استشاري طب الأسرة والمجتمع، الدكتور عبدالله الوادعي ل«عكاظ»، أن فريقا متخصصا مع وزير الصحة يدرس حاليا مشكلة شح القوى العاملة، بهدف إيجاد الحلول اللازمة لها. إلا أنه اعتبر حل هذه المشكلة لن يأتي إلا بتغيير سلم الرواتب والحوافز للسعوديين وغيرهم من العاملين في المجال الصحي. وأوضح أن زيارته لمنطقة جازان بهدف الوقوف على المركز الطبي الذي خصص لاستقبال حالات كورونا نافيا تسجيل أية حالة في المنطقة. ما الهدف من تواجدكم في منطقة جازان؟ الهدف من زيارتنا لمنطقة جازان الوقوف على الموقع الذي اختير ليكون مركزا لاستقبال حالات فيروس كورونا فيما لا قدر الله، وهو في مستشفى أبو عريش والذي جهزته صحة منطقة جازان بكافة التجهيزات اللازمة وحسب المعايير العالمية المطلوبة. لماذا التجهيزات، ومنطقة جازان من فضل الله لم تسجل حتى الآن أي حالات إصابة أو اشتباه لفيروس كورونا؟ صحيح، لكن اختيار المكان هو من باب الاحتياط حتى يكون المركز جاهزا في حال تسجيل أية حالة مرضية لا سمح الله، ووزارة الصحة حريصة كل الحرص على تجهيز هذه المواقع بكافة التجهيزات المطلوبة من كوادر بشرية وأجهزة طبية مع توفير كافة وسائل السلامة للعاملين في هذه المراكز وحماية المواطنين من انتقال أي عدوى. الاجتماع مع القيادات وماذا لديكم من ملفات إضافية لبحثها ضمن زيارتكم للمنطقة؟ بحكم مسؤوليتي في وزارة الصحة عن المراكز المتخصصة وبرنامج الأطباء الزائرين اجتمعنا مع القيادات الصحية بمنطقة جازان، وتناقشنا في العديد من الأمور، وزرنا بعض المواقع الصحية المتخصصة، وزرنا مستشفى الأمير محمد بن ناصر الذي يضم في جنباته بعض المراكز المتخصصة، ووقفنا على تجهيزات مركز القلب الذي نسعى مع المسؤولين في صحة جازان أن يقدم الخدمة الطبية للمرضى خلال شهرين من الآن، واتفقنا مع صحة جازان على السعي لوجود فريق زائر لمركز القلب سواء من داخل أو خارج المملكة يشمل جراح قلب واستشاري تخدير واستشاري حالات قلب وعاملين فنيين وفريق تمريض متخصصا بهدف الاستفادة منهم في تدريب الكوادر السعودية الذي نسعى بحول الله إلى أن يكونوا موجودين في كل المواقع الصحية، ويكونوا من أبناء منطقة جازان، وكذلك وقفنا على تجهيزات مركز الأورام والذي سيبدأ بإذن الله قريبا في معالجة مختلف أمراض الأورام. دعم وجذب للكوادر صحة جازان تشتكي من عدم توفر الكوادر البشرية وبالذات في التخصصات الطبية حتى أن بعض مراكزها ومستشفياتها معطلة أو لا تعمل بالشكل الذي يرتضيه المسؤول في الصحة ولا حتى مستفيد الخدمة؟ هذا الموضوع كان محل تباحث كبير مع القيادات الصحية بمنطقة جازان وعلى رأسهم مدير الصحة الدكتور أحمد السهلي واتفقنا على الإسراع في دعم المنشأة الموجودة من خلال الكوادر المتوفرة والسعي إلى جذب كوادر أخرى للعمل في صحة جازان. بدء الخطوة الأولى هل على صحة جازان والمستفيد من خدماتها الانتظار حتى تتم معالجة هذه المشكلة؟ نعلم وندرك جيدا حاجة المناطق الطرفية إلى استقطاب عدد كبير من القوى العاملة في مجال الصحة، ومنطقة جازان إحدى هذه المناطق، وفي ظل شح القوى العاملة اتفقنا على أن نبدأ الخطوة الأولى في حل هذه المشكلة العالمية وغير المقتصرة على المملكة من خلال الاستفادة من برنامج الأطباء الزائرين وذلك بدعم المنطقة بأطباء زائرين سواء كانوا من داخل أو خارج المملكة في جميع التخصصات وهذا أيضا نطبقه مع كل المناطق المحتاجة. الطبيب الزائر في اعتقادكم أن حل هذه المشكلة في تنفيذ برنامج الطبيب الزائر؟ رواتب برنامج الطبيب الزائر هي رواتب أعلى من رواتب العقود الدائمة وهذا أحد الأسباب التي ستجعل الطبيب الزائر متواجدا في منطقة جازان وفي غيرها من المناطق. لكن الطبيب الزائر قد يأتي ويذهب دون استكمال علاج الحالة؟ الطبيب الزائر هو برنامج داعم للقوى العاملة والوزارة تشجعه لإدراكها بأهميته في معالجة مشكلة نقص الكوادر الطبية والطبيب الزائر يأتي إلى المملكة وفق مواصفات ومعايير الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومتطلبات الوزارة، وفي أغلب الأحيان هم من أساتذة الجامعات ويمنحون 3 أشهر للعمل تتمدد إلى 6 أشهر وقبل أن يعود إلى موقعه يأتي طبيب زائر آخر وبنفس تخصصه ليحل محله. ما الهدف الذي تسعى من خلاله وزارة الصحة لتحقيقه بانتشار المراكز الصحية المتخصصة؟ الهدف من بناء المراكز المتخصصة وانتشارها هو توفير الخدمة الطبية للأمراض والتسهيل على مستفيدي الخدمة بالحصول عليها في مواقع سكنهم توفيرا عليهم عناء التعب ومشقة السفر. مركزا القلب والأورام كم تحتاج جازان من المراكز المتخصصة؟ منطقة جازان تشهد حاليا نهضة اقتصادية متسارعة يسير معها في نفس الاتجاه نمو كبير للسكان وهذا بالتأكيد يحتاج إلى توفير العديد من المنشأة الصحية العامة والمتخصصة، ووزارة الصحة حريصة على توفير الخدمة الصحية لكل المناطق وفي ميزانية هذا العام اعتمد لمنطقة جازان مركزان متخصصان للقلب والأورام بسعة 100 سرير لكل مركز، وحاليا الوزارة عاكفة على إعداد تصاميم المركزين حتى يكونا على مستوى عالمي. وماذا عن مركزي القلب والأورام بمستشفى الأمير محمد بن ناصر اللذين يتوقع دخولهما الخدمة في الشهرين المقبلين؟ سيكونان داعمين لهذين المركزين وسيستفيد من خدماتها الطبية المواطن والمقيم وستكون بإذن الله نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمة بالمنطقة والمناطق القريبة منها. تغيير سلم الرواتب من وجهة نظركم كطبيب وكمسؤول في الصحة، كيف تتم معالجة مشكلة عدم توفر القوى العاملة في الصحة؟ لجذب أكبر عدد من القوى العاملة من الكفاءات عالية المستوى بمختلف دول العالم للعمل في الصحة، نحتاج إلى تغيير سلم الرواتب والحوافز للسعوديين وغيرهم. أنت أحد قيادات وزارة الصحة وتشعر بواقع المشكلة، ماذا فعلتم لمعالجة هذه المشكلة؟ وزارة الصحة ومن خلال فريق متخصص يدرسون حاليا مشكلة شح القوى العاملة في المجال الصحي بعد أن تم البدء في رفع مستوى وكالة مساعدة للتخطيط وتطوير رأس المال البشري إلى وكالة عامة ترتبط بالوزير مباشرة، ومتفائلون بالمستقبل وبنتائج دراسات الفريق المتخصص الذي يسعى حاليا لمعالجة هذه المشكلة بكل الطرق الممكنة. توفير القوى العاملة هل ستحظى جازان بالدعم في ظل حاجتها الماسة للقوى العاملة؟ منطقة جازان تحظى باهتمام الدولة الرشيدة، مثلها مثل بقية المناطق الأخرى، وأؤكد أن الزملاء في وزارة الصحة كل فيما يخصه يسعون إلى دعم الصحة في جازان وبالذات في توفير القوى العاملة. معالجة المشكلة كيف ترون صحة جازان في مواجهة الأمراض المستوطنة بالمنطقة؟ صحة جازان قطعت شوطا كبيرا، إن لم نقل إنها توشك على الانتهاء منه في معالجة مشكلة استيطان مرض الملاريا، وهذا بشهادة المنظمة العالمية للصحة، وبإذن الله وخلال سنتين إلى ثلاث سنوات لن يكون لهذا المرض مكان في منطقة جازان.