أكد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور حمد الأكشم، أن النقص الذي تعانيه الخدمات الصحية بالمنطقة لا يختلف عن بقية مناطق المملكة، مبينا أن المعضلة التي تقف حائلا دون تقديم الخدمات المتميزة هي التعاقد مع كوادر مؤهلة في تخصصات متميزة أو نادرة مثل جراحة الأوعية الدموية والمخ والأعصاب، وأطباء العنايات المركزة، كاشفا عن جهود تجري حاليا من قبل لجنة تعاقد خاصة بالمنطقة متواجدة حاليا في بعض الدول لسد ذلك العجز في تلك التخصصات. ويرى الأكشم ذلك العجز يتطابق كذلك مع واقع مستشفيات العديد من المدن الكبرى، مشيدا بدعم وزارة الصحة للتعاقد مع كفاءات في هذه التخصصات، مبينا أن آخر البرامج التي اعتمدتها الوزارة لمواجهة هذا النقص يتمثل في «الطبيب الزائر»، الذي استطاعت من خلاله صحة جازان سد بعض العجز في القوى العاملة. وشدد الأكشم علىأن المنطقة مقبلة على نقلة نوعية في الخدمات الصحية، تتمثل في مستشفى تخصصي سعة 005 سرير، ومركز للقلب والأورام سعة 002 سرير، ومستشفيات في الدرب وبيش ومستشفى للقطاع الجنوبي، إضافة إلى مراكز للأسنان في المدينة وبعض المحافظات، ومراكز للسكر، ومختبرات مركزية والطب الشرعي ومستشفى ولادة وأطفال، وأضاف أن هذه المشاريع يجري العمل حاليا على تنفيذها. يؤكد مدير عام الشؤون الصحية بجازان، أنه لا توجد صعوبة في توفير الأجهزة الطبية لمستشفيات ومراكز المنطقة مهما كانت التكاليف، وأضاف «على الإنسان أن يعترف أن الأخطاء الطبية واردة في جازان وفي غيرها من المناطق وفي داخل المملكة وخارجها، لكن الأمر غير المقبول إذا ارتفعت نسبة الأخطاء عن ما هو متعارف عليه عالميا، عندها لا بد البحث عن الخلل وسبل علاجه. وأوضح الأكشم أنه وحسب البيانات التي ترد إليه من لجنة المخالفات الطبية بالمنطقة، فلا زالت تلك الأخطاء في الحدود الطبيعية العالمية. وعزا ما يصاحب الأخطاء في جازان إلى ردة فعل بعض الإعلاميين أو المواطنين، معترفا أن لها سحر التضخيم، الذي جوبه بمجموعة من الردود على كثير مما نشر، تثبت أن هناك مغالطات بعيدة عن الحقائق، مستشهدا بالطفلة رزان وشقيقها علي، وما نشر عن أن الدم المتكرر سبب إصابتهما بجلطات أدت إلى ضمور أعصابهما وخلافه، والحقيقة أنهما مصابان بمرض وراثي نادر يحدث في بعض العائلات. لا أشعر بالحرج ويستطرد الدكتور الأكشم قائلا: «أنا لا أشعر بالحرج بسبب الأخطاء الطبية التي شهدتها منطقة جازان في الأشهر القليلة الماضية، لأني أشعر بأنني أديت ما هو مطلوب مني، ولم أخل بواجباتي ومسؤولياتي». وأضاف «الأخطاء الطبية في منطقة جازان مقارنة بما يحدث في مناطق المملكة، لا زالت في الحدود الطبيعية المقبولة عالميا، وأتمنى أن لا يحدث خطأ طبي، وأن تكون هناك مميزات للمنطقة تجعلها تتفرد بها عن بقية المدن الأخرى». ونفى الأكشم مجاملته للوزارة على حساب نفسه وقال: «إذا كانت الوزارة مقصرة بإمكان من يرى ذلك أن يوجه السؤال للمسؤولين فيها، لأنها ومن وجهة نظري تدعم الشؤون الصحية في جازان أسوة ببقية المناطق بالمملكة وفق إمكانياتها المتاحة، ولا أرى أنها مقصرة لأنها تعمل معنا جنبا إلى جنب من أجل الرقي بالخدمات الصحية»، معترفا أن في جازان مراكز صحية ليست بالقليلة لا زالت في مقار مستأجرة، مبينا أن البعض منها نقل إلى مقار نموذجية ضمن مكرمة خادم الحرمين الشريفين. وأشار الأكشم إلى أن الحل لمواجهة نقص الأطباء في التخصصات النادرة يكمن في استثمار أبناء المنطقة وتوجيههم حسب الاحتياجات ليعودوا لخدمة منطقتهم، لأن المتعاقد سيغادر موقعه بمجرد وجود عرض أفضل. تعطل المشاريع وأخلى مدير عام الشؤون الصحية في جازان مسؤوليته الكاملة عن تعطل أو تأخر تنفيذ بعض المشاريع، وقال إن المسؤولية مشتركة مع وزارة الصحة، وأضاف «نشرف على مشاريع وأخرى تشرف عليها الوزارة ولا يمكن العمل انفراديا، لكن يحصل تقاعس وعدم التزام ببنود العقود من بعض المقاولين وتطبق بحقهم الأنظمة، ويصل الأمر إلى سحب المشاريع بالكامل من المقاول ووضعه على القائمة السوداء، بحيث لا يتم التعاقد معه مستقبلا وربما بعض المقاولين يعلنون إفلاسهم إذا وصلوا إلى هذه المرحلة، ومنذ أن تكلفت لم يسحب أي مشروع ولكن تعثرت أخرى وأنجزت مثل بيش ومستشفى الأمير محمد بن ناصر». عقوبات الأخطاء وعن العقوبات التي طبقت بحق من ثبت تسببهم في أخطاء طبية نتجت عنها وفيات أو إعاقات أو خلافها قال الدكتور الأكشم: لا اجتهاد مع النص، نتابع مع الممارسين الصحيين، وإذا وقفنا على أي خطأ مهني في أدائهم أو تقصير في واجباتهم تطبق بحقهم أنظمة مزاولة المهن الصحية، التي تصل في أقصى عقوباتها إلى الفصل وفي أقلها إلى اللوم، وهذا يكفله النظام، ثم تحال بعد ذلك القضايا إلى اللجنة الصحية في عسير، وكشف عن إنشاء لجنة مماثلة في جازان قريبا. وفي سؤاله عن إمكانية الاستعانة بأساتذة كلية الطب بجامعة جازان للعمل في مستشفيات المنطقة قال: «الجامعة مفخرة للمنطقة، ولكنها طلبت إحدى الطبيبات للعمل في إحدى الكليات، لذلك لا أدري كيف أجيب على سؤالكم». وأوضح أنه يشجع الجامعة ويعتمد عليها كثير ولولاها لما أوجدت كثيرا من الكفاءات، متمنيا مزيداً من التعاون في المستقبل بين الصحة والجامعة للعمل على رقي الخدمات الصحية. صلاحياتي محدودة وعند سؤاله عن المجاملة أو العاطفة في تعيين مساعديه ومديري المستشفيات وبعض المواقع المهمة في صحة جازان، الأمر الذي أدى إلى وقوع هذه الأخطاء والاختلالات التي تسجل باسم مدير عام الشؤون الصحية، أوضح الأكشم أن التعيين يعتمد على سياسة واضحة تقضي بالرفع لوزارة الصحة بأسماء ثلاثة مرشحين للموقع الذي يراد شغله مرفقة بالسيرة الذاتية لكل منهم، للاطلاع عليها واختيار أحد المرشحين للقيام بالمهمة، وبناء عليه يتم إصدار قراره من قبلي بناء على اختيار الوزارة، وهذا يعني أن ليس هناك مجال للعاطفة، بل وفق الإنجازات تدرس من قبل لجنة بالوزارة. وأكد بأنه لا يملك صلاحية تعيين المساعدين أو مديري لمستشفيات التي تزيد سعتها على مائة سرير. ثلاجات الموتى ونفى الدكتور الأكشم أن تكون مشكلة ثلاجات الموتى في جازان والتي أثيرت إعلاميا سببا في تكليفه بقيادة دفة الشؤون الصحية في جازان، وقال: «لم أكلف على ضوء هذه المشكلة، نعم تم تداول ذلك الأمر ولكن الوزارة نفته في حينه وبإمكانكم توجيه السؤال للوزارة»، واستطرد يقول: أما من حيث وضع ثلاجات الموتى فالحمد لله اعتمد مركز للطب الشرعي بمبلغ خمسة عشر مليونا، واستطعنا أن نطرح مشاريع توسعية في ثلاجات المنطقة 100 برج في مستشفى أحد المسارحة، وتم استلام مشروع أبو عريش وتوسعة في مستشفى الملك فهد، والآن طرحنا مشروع لمستشفى بيش الجديد، فهناك طفرة في التوسع للأدراج وثلاجات الموتى، واستحدثنا إدارة للوفيات تشرف على جميع الثلاجات، والفضل يعود لله ثم لسمو أمير المنطقة الذي وجه بتشكيل لجنة تشرف على دفن جثث المجهولين، ونحمد الله لم تعد هناك مشاكل تثير القلق في مسألة الثلاجات. الخطط التطويرية وقال مدير الشؤون الصحية في جازان إن الاعتماد حاليا على التدريب والتعليم والتطوير، كركائز للتطوير المستقبلي، مشيرا إلى أن الوزارة أقرت برنامجا لتطوير أداء العاملين في القطاع الصحي، إضافة إلى السعي لاعتماد الزمالة السعودية في طب الأسرة، الذي سيبدأ مع مطلع العام المقبل، موضحا بأن تفعيل هذه البرنامج يعني الارتقاء بالخدمات الصحية في قطاع مراكز الرعاية الصحية الأولية، ولم يخف الأكشم أنهم يجبرون إلى نقل بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى لعدم وجود متخصص، مبينا أن استشاري جراحة الأوعية الدموية والمخ والأعصاب لا يوجد إلا في مستشفى الملك فهد، بالرغم من أن معظم الحوادث تحتاج إلى هذين التخصصين، مع العلم أنه يوجد حاليا في جازان 84 طبيبا زائرا موزعين على مختلف المرافق الصحية بالمنطقة. مخاوف الضنك وفي سؤاله عن مخاوف الأهالي من عودة مرض حمى الضنك أوضح الأكشم، أن دور وزارة الصحة أو من يمثلها في جازان يقتصر على التشخيص ووصف العلاج والمتابعة، وأضاف «كلنا نعلم أن الوقاية خير من العلاج، وهذا يعني ضرورة القضاء على مسببات انتشار البعوض الناقل لهذا المرض، الذي يعيش على المياه العذبة، ومواجهته تحتاج إلى تثقيف المجتمع لمكافحة المرض، وعدم السماح بتراكمات المياه في المنازل، مبينا أن فرق الصحة دخلت إلى المنازل لإيصال الرسائل التوعوية، وعقدنا شراكة مع التعليم من خلال دورة بهذا الخصوص حضرها معلمون وطلاب ساهموا في التثقيف، مشيرا إلى أن الأمانة تقوم بردم المستنقعات ومعالجة التسربات. مستقبل الخدمات وقال الأكشم إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، يولي الخدمات الصحية جل اهتمامه ويتابع كل صغيرة وكبيرة، حيث اجتمع بوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وناقش معه احتياجات المنطقة المتعلقة بالجوانب الصحية، وأبدى الأكشم تفاؤله بمستقبل منطقة جازان الصحي، خاصة بعد أن ضخت مبالغ كبيرة لمشاريع صحية في المنطقة، وقال: «يكفينا أن السعة السريرية ستقفز إلى الضعف عند استلام المشاريع الجديدة» مشيرا إلى أن المنطقة مقبلة على نقلة نوعية تتمثل في مستشفى تخصصي سعة 500 سرير، ومركز للقلب والأورام سعة 200 سرير، ومستشفيات في الدرب وبيش ومستشفى للقطاع الجنوبي، إضافة إلى مراكز للأسنان في المدينة وبعض المحافظات، ومراكز للسكر، ومختبرات مركزية والطب الشرعي ومستشفى ولادة وأطفال، وأضاف أن هذه المشاريع يجري العمل حاليا على تنفيذها.