هل من أحد يذكر أنه فعل هذا الأمر استجابة لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين أوصانا «رفقا بالقوارير»، أنا سأجيب نعم طاعة لهذا العهد وليس فقط بل لجوانب عدة لو أردت أن أحصيها لفتحت لها صفحات طوالا .. فالمرأة جوهرة وكيان رقيق شفاف يحمل بطبعه معاني العطف والحنان، ولكن قد تواجهها ما يغير مشاعرها تلك إلى الشراسة والعنف ويجعلها «تتنمر» أي يكون ردة فعلها مثل النمر إذا اقتربت منه. يا سادة أنسينا من هي تلك «المرأة»، أليست أمي وزوجتي وابنتي وأختي.. أي قطعة منا.. ألم ننظر للحكمة الربانية ونتفكر فيها جيدا، بل أعتقد أن البعض لا يبالي بها لجهله بذلك، ألم يخلق الله عز وجل المرأة من ضلع سيدنا «آدام» حيث أخرج منه «حواء» .. ومن باب نقل الدرر، أنقل عن الأديبة «خولة القزويني» جزءا مما كتبته في هذا الشأن قالت: «من الصعب أن تلغي جزءا من أعضائك أو تعطل حاسة من حواسك أو حتى تحاول أن تتناساها وتغلفها ببعض الاعتبارات الحازمة والمشروطة، فهي امرأة سكنت دمي فكيف أهرب من دمي..». عزيزتي المرأة، كلامي الآن سيكون موجها لكِ أنتِ .. ليس الحديث السابق معناه أنه لا يوجد بيننا من يحتويكِ، لا.. بل نحن لسنا مثل بعض، فقط كنت أذكر من نسي ذلك، إلا أن هناك من يحتوي ويعقل كينونة المرأة. أنتِ ماذا فعلتِ؟! .. لابد من وقفة مع نفسكِ طويلا، وعليكِ أن تتساءلي مع مرآتكِ للإنسانة التي تنظر في عينيكِ وتكوني شجاعة ولا تهربي .. هل نسيتِ أنكِ أنثى ؟ هل أنكِ حين خرجتِ من بيتكِ للعمل استغنيتِ عن الرجل؟ هل معنى أنكِ تعلمتِ فبهذا أصبحتِ حرة طليقة وترددين سلاحي العلم فقط ولا أحتاج للرجل؟ وأجزم هنا أن للعولمة دورا كبيرا في «تنمر» الأنثى في تصرفاتها مع الرجل، إذ تخترق خصوصياتنا وقومياتنا التي تستثنينا كمجتمع مسلم محافظ، والغزو الثقافي لوضعنا الاجتماعي وأخلاقياتنا .. وأقول لكِ أنتِ هلا احتويتِه فاحتواكِ؟ ... وفجرت العولمة المفاهيم الخاطئة التي أدت لزيادة رهيبة في معدل حالات الطلاق ببلادنا العربية تفوق مثيلاتها بالغرب. وأذكركِ أيتها الأنثى الشفافة، أن العقل في تعاملكِ مع زوجكِ ليس هو الصفة المضادة للجنون، فالمراد به هنا: الحكمة في التعامل، والتريث قبل الحكم على الأشياء، والبصر النافذ بشتى الأمور والتصرفات، والإلمام بالدوافع التي تقف وراء الأفعال السيئة، والحلم الذي يرفض الاندفاع وراء باعث الغضب والإنصاف الذي يأبى الظلم والنظرة المتوازنة لشتى الجوانب الإنسانية، إن رجلا هذه صفاته لجدير بأن يكون زوجا لكِ. سئل الحكيم أي النساء أفضل؟ قال: الهينة، اللينة، المطيعة، الخاضعة، فإنها أوقع في قلب الرجل، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء أفضل؟ قال: هي الذليلة عند زوجها العزيزة عند أهلها الحصان على غيره. أيضا للمرأة أفق خاص بها لا يمكن التغاضي عنه أو تهميشه، ولا يعني ذلك أنها كائن مستعبد للرجل فهي حرة في قرارها واختيارها ومازالت تمارس كل الأعمال والمهن التي تشبع احتياجات المجتمع وأي عبء آخر حتما سيربك شخصيتها ويضعها في إشكالية التوافق ما بين بيتها وعالمها الخارجي، وسيكون الوضع ضاغطا عليها يخرجها من حالة الانسجام مع ذاتها. فلابد من وقفة مع النفس من كلا الطرفين «الرجل» و «المرأة» للنظر في حالنا ونصلح فيه المائل.. وكوني أيتها الأنثى «كما الماء يكسر الحجر»، فبإمكانكِ أنتِ أن تصلحيه وأن ترجعيه عن هذا الطريق، ولا تملي منه بسرعة واحتويه وكوني له أما حنونا نصوحا يكن لكِ طفلا مطيعا... وللحديث بقية.