استشهد مساء أمس الأول العريف علي يحيى المالكي أحد أفراد حرس الحدود بقطاع ظهران الجنوب وأصيب 10 آخرين إثر تعرضهم لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية خلال حراستهم أحد الثغور المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير. وبحسب بيان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أمس فقد اقتضى الموقف الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية. مشيرا إلى الإصابات غير مهددة للحياة، حيث تم نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة. ونقل مدير عام حرس الحدود اللواء البحري عواد البلوي، أمس، تعازي ومواساة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ، لذوي الشهيد. وأكد أن استشهاد المالكي فخر واعتزاز للوطن ولمنسوبي حرس الحدود كافة، فهو أول شهيد يدافع عن ثغور الوطن في الحد الجنوبي، والجميع جنود مجندون لدحر الظالمين والخونة، والدفاع عن هذا الوطن ومقدراته، مبيناً أن رجال حرس الحدود كافة، على أهبة الاستعداد ويعملون ليل نهار وبروح ومعنوية قوية. من جهته تلقى والد الشهيد المالكي خبر استشهاد ابنه فجرا وكان جلدا رغم المصاب معبرا عن فخره واعتزازه بالشهيد الذي كان أول شهيد في مواجهة الباغين المعتدين. وقال ل»الشرق» خلال تشييع جثمان ابنه من جامع الراجحي في أبها: الحمد لله على هذا الشرف العظيم وأسأل أن يسكنه الجنة والحمد لله على كل حال نحن راضون كل الرضا بقضاء الله وقدره والحمد الله أنه كان في خدمة الدين والملك والوطن وفي ساحة المعركة وفي ميدان الشرف، وهذا مما يسرنا، وهو حي لم يمت. وأضاف أن الشهيد من حفظة كتاب الله حيث تمكن من حفظ 8 أجزاء كاملة. وقد شيعت جموع غفيرة الشهيد المالكي إلى مثواه الأخير في مقابر الشرف بأبها حيث أديت الصلاة عليه في مسجد الراجحي، وسط تهليل وتكبير ودعاء بأن يتقبله الله من الشهداء. وشارك في التشييع حشود كبيرة من قيادات وأفراد حرس الحدود. عدد من زملاء الشهيد تحدثوا ل»الشرق» عن سيرته العطرة وأكدوا أنه كان رجلا صادقا مع نفسه والآخرين، ممتلئا شجاعة ورغبة في الذود على أرضه. وقال فايز علي القحطاني: نحن خريجو دفعة واحدة، وزملاء في مكتب واحد منذ نحو 8 سنوات وكان خروج الشهيد السبت الماضي للمرابطة على الحدود، وكنت على اتصال هاتفي معه قبل الحادثة بنحو ربع ساعة. الشهيد الذي التحق بحرس الحدود عام 1426ه له شقيقان يحيى ويعمل معلما وحسين الذي أنهى تعليمه الجامعي. والشهيد لديه ابن (وائل) ويدرس في الصف الأول الابتدائي. تداول كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشيعين والحاضرين في المقبرة لقب الشهيد العالمي على شهيد الواجب العريف سليمان المالكي وجاءت التسمية من خلال التحالف الدولي الذي يضم 5 من دول الخليج وعددا من الدول العربية والإسلامية. مدير عام حرس الحدود اللواء عواد بن عيد البلوي قدم واجب العزاء في شهيد الواجب العريف سليمان في حي الخالدية في أبها وقال لوالد الشهيد: كلفني ولي ولي العهد بتقديم تعازيه وسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يتقبل ابنكم من الشهداء. ورد والد الشهيد قائلا: «العزاء واحد ولكم فيه أكثر من ما لي فيه ونحن في خدمة ديننا ومليكنا ووطننا والحمدلله على هذا الفضل». بعد ذلك سلم المدير العام على ابن الشهيد وائل كما احتشد ضباط وأفراد حرس الحدود للسلام عليه. اللواء البلوي أكد في تصريحات للصحفيين أن استشهاد المالكي فخر واعتزاز للوطن جميعا فهو أول شهيد يدافع عن ثغور الوطن وجميعنا جنود مجندون لدحر الظالمين لدحر الخونة وبمشيئة الله سوف ندحرهم جميعا والحمد الله جميع منسوبي الجهاز على استعداد وبروح معنوية قوية. وأضاف: سأقوم بزيارة ثغور الوطن كاملة بمشيئة الله من جازان حتى نهاية منطقة نجران. ورد على سؤال ل(الشرق) عن الوضع على الحدود قال: نحن على أهبة الاستعداد للتصدي لكل من يحاول المساس بأمن وسلامة حدودنا الغالية.