استشهد اثنان من رجال حرس الحدود أمس أثناء تبادل إطلاق نار بمركز الحصن في عسير على الحدود اليمنية. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه عند الساعة الرابعة من عصر أمس الجمعة، وأثناء أداء رجال حرس الحدود لمهامهم في نقطة أمن رقابة الحلق الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية، ما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف بمساندة من القوات البرية. وبين أنه نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد اثنين من رجال حرس الحدود وهما الجندي أول محمد بن حمود بن محمد الحربي، والجندي عبدالرحمن بن مرعي بن محمد القحطاني، تغمدهما الله بواسع رحمته وتقبلهما في الشهداء. من جهته، أكد مدير عام حرس الحدود اللواء البحري عواد بن عيد البلوي، الذي يقوم حاليا بجولة على قطاعات حرس الحدود في مناطق جازانوعسيرونجران، أن مركز الحصن تعرض لهجوم غاشم من شرذمة، ما تسبب في استشهاد فردين من حرس الحدود وإصابة ثالث، مقدما تعازيه لذوي الشهيدين وولي الأمر، باستشهادهما في أحد الثغور الحدودية حماية للوطن، داعيا الله لهما بالرحمة والمغفرة. وفي السياق ذاته، أكد ل«عكاظ» قائد حرس الحدود بمنطقة نجران اللواء علي بن عبيد آل نمشة، إصابة وكيل رقيب سعد اليامي خلال تبادل إطلاق نار مع الحوثيين أمس، مبينا أن اليامي تعرض لإصابة بسيطة في قدمه اليمنى ولا توجد إصابات أخرى، موضحا أن جميع الأمور على ما يرام بفضل الله ثم بفضل يقظة رجال الأمن البواسل، مشيرا إلى أن الأمر لا يستوجب مشاركة الطيران الجوي والوضع آمن، كما أن هناك خسائر في جانب الحوثيين ولكن لا يمكن حصرها بسبب الظلام الدامس في الموقع خاصة أن الحوثيين يقومون بالرمي ويسحبون ضحاياهم معهم. إلى ذلك، التقت «عكاظ» بأقارب الشهيد عبدالرحمن بن مرعي بن محمد القحطاني؛ عبدالله هادي القحطاني وشايع هادي القحطاني وعلي محمد عبدالله القحطاني، الذين ذكروا أن عبدالرحمن كان يعيش مع والدته وشقيقه وثلاث بنات في قرية لزمة في محافظة أحد رفيدة (110 كلم شمال ظهران الجنوب)، مبينين أن والده متوفى منذ عدة سنوات وكان العائل الوحيد لأسرته كون شقيقه خريج ثانوي ولا يعمل وشقيقاته كذلك لا يعملن، مؤكدين أنه لم يتزوج وله في خدمة الوطن ثلاث سنوات. وذكر علي عبدالله الشواطي (جد الشهيد) أن عبدالرحمن كان ذا خلق رفيع وجميع أفراد أسرته يحبونه لطيب أخلاقه وهو الآن شهيد دين ووطن فهنيئا له بالشهادة التي يتمناها كل مسلم، مشيراً إلى أنهم ينتظرون وصول والدته وشقيقه وشقيقاته قادمين من الرياض إلى مستشفى ظهران الجنوب ليتم نقله لمحافظة أحد رفيدة للصلاة عليه يوم غد ودفنه هناك. وبنبرة الفخر والاعتزاز والدعاء للقيادة بطول العمر والصحة، تحدث ل«عكاظ» حمود بن محمد الحربي والد شهيد الواجب محمد الحربي، مؤكداً أن دم ابنه الشهيد محمد فداء للوطن، معتبرا استشهاده مفخرة لكل عائلته وأبناء وطنه المقدرين لدى القيادة الرشيدة. وأضاف «ابني تزوج حديثا ولديه طفل عمره 5 أشهر، وأحمد الله علي قضائه وقدره وسوف أتوجه الآن «أمس» من قرية الشعيرة التي أقطنها شمال مدينة القنفذة بثلاثين كيلو مترا، لاستلام جثمان الشهيد والصلاة عليه في المسجد الحرام اليوم». ومضى قائلا: «لدي ثلاثة من الأبناء غير الشهيد محمد هم: شاكر من أفراد الحرس الوطني، وعبدالمجيد وعلي من أفراد الشرطة العسكرية بالطائف وتبوك وجميعهم رهن إشارة الوطن والقيادة الرشيدة»، رافعا شكره لسمو ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على اهتمامه ومتابعته لتسهيل أمر نقل الشهيد والصلاة عليه في أي مكان تختاره أسرته، داعيا الله بأن يحفظ قيادتنا.