كشف الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن حياته الثقافية والأدبية بدأت منذ سن مبكرة متأثرة بحكايات وقصص جدته التي كانت تسردها له، إضافة إلى تأثره بكتاب ألف ليلة وليلة، الذي استعاره في صغره من أحد المساجد التي أجبرته والدته على تعلم اللغة العربية فيه، جاء ذلك في ليلة سردية بامتياز شهدتها اثنينية الشيخ عبدالقصود خوجة بمدينة جدة. وقال إن مسيرته المختلفة شيئا ما حكمتها عدة عوامل، أهمها العامل اللغوي وهو ابن الاستقلال عام 1962م، حيث قال كان قبل هذا التاريخ ممنوع علينا أن نتعلم العربية بأمر من الفرنسيين، وأضاف والدتي رحمها الله كان إحساسها بالمسؤولية مختلفا وأثر هذا في حياتي كثيرا بعد رحيل والدي، الذي ترك لها أمر رعايتنا بعد استشهاده على يد المستعمر الفرنسي، وتابع لقد تعلمت القراءة والكتابة على اللوح وكانت أول علاقة لي بالعربية عن طريق القرآن الكريم. وأورد في سيرته الذاتية عددا من القصص المؤثرة منها طرد جده الأندلسي إلى الجزائر، وهو الأمر الذي قاده للبحث كثيرا في المكتبات العالمية عن تاريخ الأندلس، ما أثر ذلك في كتاباته ورواياته التاريخية بالسرد الجديد. ورحب المهندس محمد سعيد خوجة، في كلمته التي القاها نيابة عن والده، بالضيف القادم من باريس، وقال تنوعت مشارب ضيفنا الثقافية، بين أصالة جذرتها نشأته القروية وعمق فلسفي أثرته تجربته الحياتية وحداثة صقلها نتيجة لاحتكاكه بالثقافة الفرنكفونية. فتلاقت في تجربته تيارات تعددت وحضارات تلاقحت ليقدم نماذج روائية مثلت تجربة غير اعتيادية على مستوى الوطن العربي. أما الكاتب والباحث زيد الفضيل، فقال إن ذلك الأندلسي حمل على عاتقه ارث أجداده التاريخي ليخرجه للعالم بأسلوب أدبي وروائي مختلف طرحا وثقافة. وأكد الكاتب والشاعر أحمد عائل فقيهي، أن واسيني الأعرج جاء بعد جيل كتب الرواية في الجزائر ولكنه اختلف عنهم بتناوله الرواية الجديدة عبر تقنيات مختلفة، تجلى ذلك في عدد من رواياته، إنه ذلك الطائر بجناحين جناح يرفرف جزائر مغاربي وجناح آخر يرفرف بالشرق. وفي ذات السياق، قالت الدكتورة هناء حجازي، الأعرج هو كاتب شغوف بكتاباته معتن بما يقدم لا تخلو رواياته من استدعاء الماضي وكشف المستور، كتب ليعيد لنا التاريخ. من ناحيتها قالت الدكتورة أمل القثامي، لقد لقب الأعرج في صغره بالشيطان الأحمر لأنه مختلف في طرحه، أجد ثقافة التسامح عند الأعرج واضحة للعيان دون أي لبس. من جهته تحدث الشاعر ابراهيم الجريفاني عن حياة الأعرج الشخصية والاجتماعية كونه صديقا شخصيا، لقد عاش واسيني أول تجربة حب فاشلة حيث صور في احدى رواياته من خطف خطيبته بالذئب، وقال لقد أثر رحيل والديه وشقيقه بمسيرته الأدبية.