اعتبر الروائي الجزائري واسيني الأعرج أن أهم الأسباب التي أدت إلى اتجاهه لدراسة اللغة العربية هي الاستعمار الفرنسي الذي منع تدريس اللغة العربية، ولكن بعد التحرير وبإصرار وإلحاح من جدته أتجه لدراسة اللغة العربية على اللوحة في الكتاتيب. وتطرّق واسيني خلال تكريمه مساء أمس في منتدى الاثنينية، وسط حضور مميز من المثقفين والأدباء، إلى رواياته وبعض مؤلفاته، وقال عن العلاقة بين الناقد والمبدع: هناك إشكالية بين النقد والفعل الإبداعي، فالرواية مثلا متحرّرة، والنقد أقل من الرواية، وأشار إلى أن الكاتب الفرنسي أنصف المجتمع العربي في بعض الكتابات والروايات، ولكن هناك كتّاب آخرون لم ينصفونا. وأبدى سعادته بما وصل إليه، معتبرًا وجوده اليوم في «الاثنينية» أمرا إيجابيا ومصدر سعادة له. وطالب واسيني بوجود مجموعات ثقافية وتكتل ثقافي عربي في فرنسا والغرب بشكل عام حتى يكون هناك حضور وكلمة للعرب. من جانبه، ألقى عبدالمقصود خوجة كلمة عن الضيف، ألقاها نيابة عنه ابنه محمد سعيد خوجة، جاء فيها: ُيسعدنا أن نستضيف الليلة الروائي والكاتب والصحافي والأديب أسير الحرف العربي أستاذ كرسيي جامعتي السوربون والجزائر الدكتور واسيني الأعرج الذي تجاذبته ثلاث عواصم ثنائية المشرقين: الجزائر والطفولة والتاريخ والنضال والثورة والمدرسة الفرانكفونية ودمشق اللغة والحب والتراث وثالثتهما الاغتراب والمصير. وأضاف خوجة: تنوّعت مشارب ضيفنا الثقافية بين أصالة جذرتها نشأته القروية، وعمق فلسفي أثرته تجربته الحياتية، وحداثة صقلها احتكاكه بالثقافة الفرنسية، ومدارسها الفكرية، فتلاقت في تجربته تيارات تعددّت، وحضارات تلاقحت، مما رفده بعوربة في اللسان، وثراء في البيان، وعمق في التبيان، وتجليات ثقافية، وعطاءات معرفية وشحها رواياته التي جاوزت الثلاثين، مضيفاً للمكتبة العالمية دفقاً فلسفياً غنياً بالتاريخ والعادات والشخوص والسرديات والنقد الذي يلتف على إسقاطات الواقع، وصولا إلى جوهر الحقيقة.