من منا لا يتذكر الرئيس الإيراني السابق «أحمدي نجاد» وهو يهدد العالم يوما بعد يوم ببرنامجه النووي حتى أننا نستمع إلى خطاباته بشكل أسبوعي وفي كل مرة يؤكد أن إيران ماضية في ملفها النووي ولن يوقفها أحد ولم يسمح لمفتشي الطاقة النووية بتفتيش تلك المفاعلات الموجودة.. وحاولت الدول العظمى ثنيه وتهدئته ولكنه كان يرفض أي محاولة لثني إيران عن نيتها.. وبدأ العالم يفرض عليها حصارا اقتصاديا خانقا وحاولوا مقاومة هذا الحصار وأكدوا أنه لن يؤثر على إيران أو على برنامجها.. حتى جاء «حسن روحاني» ويبدو أنه أكثر منطقية من «أحمدي نجاد» بعد أن شاهد بلاده تختنق واقتصاد بلاده يتدهور والشعب يعاني، فقبل المفاوضات واستمر فيها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وكسب رفع الحظر الاقتصادي عن إيران وتبخرت أحلام إيران في الحصول على السلاح النووي الذي كان هدفا استراتيجيا إيرانيا حتى ولو أدعت أن برنامجها النووي سلمي ولكن أعتقد جازما أن إيران لن تحصل على السلاح النووي الذي كانت تحلم به وأثبت العالم لنا جميعا أنه لن يسمح لها بذلك.. ويكفي العالم انتصارا أنه أرغم إيران على أن تفتح مفاعلاتها أمام مفتشي الطاقة النووية للتأكد من أنه ينفذ المطلوب منها حسب ما أملي عليها في لوزان.. ومن شاهد الإيرانيين وهم يستقبلون وزير خارجيتهم ورئيس الفريق المفاوض «محمد جواد ظريف» عند عودته وهم فرحون بذلك فهذه مشاعر الإيرانيين الذين أرهقوا بالحصار الاقتصادي المفروض عليهم منذ عقد من الزمن ويريدون الانضمام إلى دول العالم لينعموا بالحرية الاقتصادية التي تنعم بها معظم شعوب العالم وليس هناك انتصار في المفاوضات أصلا.. وما طلب منهم الآن طلب أيام «نجاد» ولكنهم رفضوا واليوم وافقوا بفضل موقف الدول 5+1 وتم تكبيل أيديهم تماما من تحقيق أحلامهم التي كادت أن تقود المنطقة إلى كارثة.. ومن حسنات هذه المفاوضات أنه حتى لغة خطاب القيادة الإيرانية قد تغير وأصبح أكثر اعتدالا وقد استمعنا لكلمة الرئيس الإيراني «روحاني» بعد هذه المفاوضات وكانت لغته مقبولة كثيرا مقارنة ب «نجاد» بعد أن دعا شعبه إلى التواصل مع دوله وأبدى رغبته للتواصل مع العالم وبالأخص الدول الإقليمية..