اعترف «بيان طوكيو» الصادر عن مؤتمر «الحوار بين المسلمين وأتباع الأديان في اليابان» «البحث عن رؤى مشتركة للسلام»، أمس في ختام أعماله، الإجراءات التي اتخذتها المملكة والدول الخليجية المتخالفة معها في التصدي للإرهابيين الحوثيين في اليمن. وكان علماء ومثقفون مسلمون من دول آسيوية وقادة أتباع البوذية والشتوية وطائفة الشنتو والنصارى التأموا ليومين في طوكيو؛ سعيا في الوصول إلى رؤى مشتركة للسلام، في مؤتمر نظمته في طوكيو رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في اليابان ووزارة الخارجية اليابانية، ومشاركة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام في اليابان. ورفض المشاركون إشاعة ثقافة العداء والنزاع بين أتباع الأديان والثقافات والمذاهب، مؤكدين أن المؤتمر عقد لتعميق الفهم المتبادل لرسالة السلام بعد انتشار ظاهرة الإرهاب واهتمام العالم به. ورأى المشاركون أن تعدد الحضارات وتنوع الأعراق والثقافات مدعاة لإثراء الفكر والحياة الإنسانية، والحوار بينها كفيل بالانتقال بها من الصراع إلى التعارف والتعاون والتكامل، والشراكة في بناء حضارة إنسانية ثرية بالنفع، والسعي في تحقيق العدالة، والحفاظ على السلام المتبادل. وأدان المؤتمر أعمال العنف والقتل التي تقترفها المنظمات المتطرفة، مثل: داعش والقاعدة والحوثيين، ويؤكد على أنها تتنافى مع تعاليم الإسلام الذي يدعو للرحمة والسلام، ويرعى الكرامة الإنسانية، ويصون حرمة النفوس والأعراض والأموال والممتلكات. وأكد المؤتمر أن أمضى طريقة في محاربة الإرهاب بإزالة ما يتعرض له بعض المسلمين من تحيز في التعامل مع قضاياهم، وسكوت عن سياسات التجويع والحصار والتدمير والقتل التي تنال بعض شعوبهم، وتوان في تحقيق العدالة ورفع الظلم عن الشعوب المستضعفة. وأشار إلى أهمية دراسة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتعرف العميق على أسباب السلوك الهمجي للإرهابيين، والمبادرة إلى علاجه بأفضل الصور، مع إدراك أن مشكلة الإرهاب تخصنا قبل غيرنا. وأوضحوا أن الدين ليس سببا في الصراعات والأعمال الإرهابية التي تغذيها المطامع السياسية والمصالح الذاتية، وأن القادة الدينيين يؤكدون على ضرورة إقامة العدل العالمي دون محاباة وتمييز، وإيقاف سباق التسلح، وتخليص العالم من الترسانات النووية والجرثومية التي تمثل خطرا بالغا على البشرية، وأن يكون ذلك ضمن معايير عالمية موحدة، مؤكدين أن الأديان تهدف إلى تحقيق السلام والرحمة لجميع الناس، وتدعو الإنسانية للتعاون في بناء الحضارة وتطوير منجزاتها، والحفاظ على البيئة والطبيعة، وحماية الأرض من التلوث والأخطار، وصرف مواردها بعدالة تحفظ حقوق الأجيال القادمة، مشيرين إلى أنه لا يسوغ الإساءة إلى الأديان والرموز الدينية، فالتعبير عن الرأي باستخدام العنف باسم حرية التعبير على المستويين المحلي والدولي أمر غير مقبول، ويعتبر المؤتمر هذه الممارسات، ويعتبرها نوعا من الحض على العنف والكراهية، وتهديدا للسلم؛ لما تسببه من تصاعد موجات العداء، والانتقام، والتوتر بين مختلف المكونات الدينية. وطالب المشاركون في المؤتمر وسائل الإعلام بنشر ثقافة السلام والتفاهم، وأن تتحرى الدقة والموضوعية والتوثيق في التعامل مع الموضوعات ذات الأثر الكبير في المجتمعات البشرية، وأن تتجنب إلصاق تهمة الإرهاب بأديان مرتكبيه. ودعوا العالم إلى التضامن في مواجهة الكوارث، وعلاج آثارها السلبية، وتقديم العون للشعوب الفقيرة، بما يعينها على التخفيف من الفقر والأمراض والأوبئة، والاهتمام بالمشردين واللاجئين، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم بالتنسيق مع وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الخيرية، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل للمشكلات التي أدت إلى ذلك. على صعيد متصل، زار وفد رابطة العالم الإسلامي، برئاسة أمينها العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أمس، المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وأكد الدكتور التركي، في محاضرته عقب صلاة الجمعة في المعهد، أن الأقليات المسلمة في أنحاء العالم لها دور كبير تسأل عنه يوم القيامة، وهو تبليغ رسالة الدين الإسلامي السمحة إلى المجتمعات التي تعيش فيها، وتصحيح الصورة المغلوطة للإسلام عند بعض المجتمعات الغربية، والتعريف بالإسلام كدين سلام وسماحة وعدل، يرفض الغلو والتطرف والإرهاب، موضحا أن المملكة حريصة على متابعة أحوال الأقليات المسلمة في أنحاء العالم. من جهته، أوضح مدير المعهد الدكتور ناصر العميم أن المعهد يقدم خدماته للجالية المسلمة في اليابان، ويسعى إلى نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها، وتوثيق روابط الصداقة بين الشعب الياباني والشعوب العربية، وتوطيد العلاقة بين المملكة واليابان خاصة، والعالمين العربي والإسلامي عامة، والتعريف بالثقافة الإسلامية والعربية، والإسهام في تقديم الخدمات الثقافية للمجتمع الياباني، وغيرها من الخدمات.