أشاد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بالتزام المملكة في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بحسن العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وتطويرها بما يعود على الشعوب بالخير والنماء، مؤكداً أن هذا ما دأبت عليه المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-. وأضاف: لقد كانت المملكة سباقة في تصديها للإرهابيين، ومن ذلك إطلاقها لعملية "عاصفة الحزم" نصرة للأشقاء في اليمن واستجابة لحكومتهم الشرعية لحماية المواطنين من عبث المليشيات الإرهابية التي نشرت القتل والذعر والفساد في مختلف المدن اليمنية. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر الحوار بين المسلمين وقادة أتباع الأديان في اليابان، تحت عنوان (البحث عن رؤى مشتركة للسلام) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع جمعية مسلمي اليابان والمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام في اليابان ويستمر يومين. وأوضح د. التركي أنه قبل شهر، في مكةالمكرمة وفي رحاب أقدس مكان في المعمورة انعقد المؤتمر الإسلامي العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، بمشاركة ما يربو على خمس مئة شخصية إسلامية من مختلف دول العالم، وأكدوا على أن هذه الظاهرة متكررة في تاريخ الأمم، ولم يسبق أن ألصقت بأديانها وحضارتها، وأنها لا تعبر عن حقيقة الأديان التي ينتمي إليها بعض الإرهابيين، وشددوا على براءة الإسلام من الأعمال الإجرامية وتنديده بممارسات الجماعات الإرهابية، التي أسهم في إنتاجها التلكؤ الدولي في تحقيق العدل ومناصرة الضعفاء في العديد من مناطق العالم. وأكد د. التركي على أن التصدي للإرهاب لا يكون بنشر ثقافة التخويف من الإسلام، والربط بينه وبين الإرهاب، فهذا تعدٍ يستهدف أمة الإسلام وحضارتها ومكوناتها، وهو ظلم فادح لأكثر من مليار ونصف من المسلمين يعاقبون بجريرة حفنة من المنتسبين إليه، وجهلوا أحكامه، ولم يمتثلوا هديه، ولا التزموا شريعته معتبراً أن البديل الأمثل في مواجهة الغلو والتطرف ودعاة الصراع بين الحضارات هو الحوار بين أتباع الديانات والحضارات، وتعميق التفاهم والتعايش بين الأمم سبب مهم في التخفيف من النزاعات المتفاقمة في مختلف أنحاء العالم، وضرورياً لتحقيق السلم العالمي والوصول إلى التعارف والفهم المتبادل. وناشد الأمم كلها بالتعاون مع المسلمين ليس فقط في مواجهة الممارسات الإرهابية، بل في كل ما يرونه ضرورياً في مواجهة الظواهر الأخلاقية والاجتماعية السلبية، وفي مقدمتها الإلحاد والإباحية والفساد، وغير ذلك مما أفرزته العولمة، وأدى إلى تراجع كبير في القيم الإنسانية، انعكس فيما تعانيه معظم المجتمعات الإنسانية اليوم من انحلال أخلاقي وتفكك اجتماعي، علاوة على الحروب الضارية وما تخلفه من مآس يصعب تقديرها أو تصورها. ودعا د. التركي المشاركين لاستثمار المشتركات الإنسانية والقيم النبيلة التي أودعها الله فينا في إيجاد برامج عمل مشتركة لمواجهة هذه التحديات التي تقلق عالمنا الذي أضحى كالقرية الصغيرة يتأثر كله بما يموج في جوانبه، فتقارب الرؤى، والتوافق على حلول مشتركة لما يعانيه العالم من مشكلات هو الحل الأمثل للتصدي لهذه التحديات. كما ألقى نائب رئيس دائرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية اليابانية السيد إيوائي كلمة نيابة عن وزير الخارجية الياباني فومينو كيشيدا قدم فيها شكره الخالص للدعوة الكريمة التي وجهها له المؤتمر، وأكد أن الأعمال الإرهابية التي تقع على أيدي متطرفين تولد عند الناس صورة خاطئة عن الإسلام، الأمر الذي يعتبر قضية عميقة الجذور. وأضاف "أقدر عالياً برنامج الحوار هذا الذي يعقد في الوقت المناسب، وأحترم هذه المبادرة مجدداً بما أن هدف هذا الحوار هو نشر الفهم الصحيح عن الإسلام ودعم التفاهم من خلال الحوار بين الأديان والعمل المشترك نحو السلام". عقب ذلك ألقى رئيس المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام في اليابان نيشيكو نيوانو كلمة أوضح فيها أهمية التعاون من قبل رابطة العالم الإسلامي وجمعية مسلمي اليابان وما يتمتع به هذا المؤتمر من رعاية وزارة الخارجية اليابانية. وأوضح نيوانو أن رابطة العالم الإسلامي أقامت عدة مؤتمرات للحوار في كل من جنيف وتايبيه ومن خلال هذه الجهود تم التنسيق لهذا المؤتمر ونحن شركاء ولدينا تعاون لإقامة مناشط مماثلة في مجال الحوار، ونحن نواجه قضايا معاصرة ونحتاج إلى كثير من الوقت وعقد برنامج عن الحوار في هذا التوقيت خطوة مهمة جداً من أجل نشر السلام. وفي ختام حفل الافتتاح قدم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي درع الرابطة هدية تذكارية لوزير الخارجية الياباني، ولرئيس المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام في اليابان. عقب ذلك بدأت جلسات المؤتمر والذي تناول محوره الأول الأديان والسلام، ثم عقدت الجلسة الثانية والتي تناولت موضوع الاختلاف الديني وثقافة الكراهية. الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي مع المشاركين في المؤتمر