أكد خبراء سياسيون وأمنيون عرب أن سياسة المملكة تنطلق من ثوابت أساسية، في مقدمتها احترام دول الجوار مع الحفاظ على أمنها الوطني والقومي العربي والإسلامي. وقالوا ل«عكاظ» إن المملكة تتبنى سياسة خارجية تتفق ومبادئ الدين الإسلامي وثوابته بالدفاع عن الدول العربية ومساندتها وتعمل على استقرار الأمن لدول الجوار كما في حالة اليمن استجابة لدعم الشرعية اليمنية. وأكد السفير محمد صبيح مساعد الأمين العام للجامعة العربية لشؤون فلسطين إن السياسة الخارجية للمملكة تنطلق من مرتكزات تقوم على الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي، مشيرا إلى أن قيم السياسية الخارجية للمملكة كما تتفق مع القانون الدولي فإنها تنطلق أيضا من ثوابت ديننا الإسلامي. وقال السفير صبيح إن العبث الحوثي ودعم إيران لهم في اليمن إنما هو محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار، ليس في اليمن فقط، بل والخليج والدول العربية، موضحا أن دعم الشرعية في اليمن في مواجهة الانقلاب الحوثي قد يستغرق وقتا، لكنه في النهاية سينجح في الحفاظ على أمن اليمن والخليج والمنطقة، خصوصا إذا ما تضافرت الجهود العربية في دعم الجيش اليمني والتخلص من سلاح الميلشيات، مشيرا إلى الجامعة العربية باركت عاصفة الحزم والتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني. من جهته، قال الخبير الأمني اللواء محمد رضا يعقوب إن السياسة الخارجية للمملكة كما نعرفها وكما عبر عنها الأمير سعود الفيصل تقوم على حفظ أمن المواطن السعودي والخليجي والعربي من أي أخطار، وهو ما عبرت عنه «عاصفة الحزم» التي هي في جوهرها إجراء كان ضروريا لحماية أمن السعودية والخليج وآسيا والوطن العربي بكامله. كما أشار اللواء يعقوب إلى أن عاصفة الحزم قد قلصت من قوة الحوثيين والمتآمرين مثل علي عبدالله صالح، متوقعا أن يستطيع الجيش اليمني تحرير أرضه إذا ما توافر له الدعم اللوجستي العربي من سلاح مع استمرار ضربات عاصفة الحزم لمدة شهرين قادمين. وقال اللواء سامح سيف الليزل الخبير العسكري والاستراتيجي إن الضربات العسكرية التي تقوم بها المملكة ضد الحوثيين جاءت في توقيتها المناسب، وأنها لم تلجأ للخيار العسكري إلا للضرورة القصوى، خصوصا بعد استنفاد كافة المساعي والمحاولات للوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للقضية، إلا أن الحوثيين رفضوا اللجوء للحل السلمي. أما الدكتور مدحت حماد الخبير في الشأن الإيراني والمحلل السياسي قال إن «عاصفة الحزم» أكدت بكل قوة فشل إيران في احتلال اليمن، حيث كانت تسعى لوضع المملكة داخل كماشة العراق وسورية من الشمال واليمن من الجنوب، لتنفرد إيران بالنفوذ في المنطقة. بدوره، أكد الدكتور عمار على حسن الخبير والمحلل السياسي ل«عكاظ» أن «عاصفة الحزم» تؤكد أن الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة ومصر، ترفض كل محاولات التمدد والهيمنة الإيرانية وتزيد من أواصر التعاون مع دول الخليج وتترجم الطرح المصري بأن أمن الخليج خط أحمر ولن يسمح مطلقا بالاقتراب منه. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الضربات العسكرية التي تقوم بها المملكة تعد خطوة مهمة لمواجهة كل القوى الإرهابية في المنطقة العربية التي تسعى لنشر الفوضى والعنف بالمنطقة العربية وتنفيذ أجندات خارجية، ويعد إنذارا لكل الجماعات الإرهابية بأن مشاركة الدول العربية في العمليات العسكرية ضد الحوثيين يكسبها أهمية أكثر في سبيل تحقيق وحدة الصف العربي في مواجهة أية مخاطر تهدد الأمن القومي العربي. فيما أكد اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير العسكري والاستراتيجي أن المملكة حاولت قدر استطاعتها تجنب الخيار العسكري في اليمن، إلا أن الحوثيين رفضوا الاستجابة للحوار وإعمال العقل وأصروا على موقفهم، لافتا إلى أن الضربات العسكرية ضد الحوثيين جاءت في توقيتها المناسب؛ نظرا للتقدم الكبير الذي حققوه على الأرض، وفشل كل الجهود الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة.