أجمع الخبراء والمراقبون على أن استراتيجية المملكة في مواجهة الإرهاب حققت نجاحا كبيرا لاعتمادها على المواجهة الحاسمة، التي أدت إلى إجهاض عشرات العمليات الإرهابية بالضربات الاستباقية المبكرة بكفاءة عالية حازت على تقدير القيادات الأمنية في مختلف أنحاء العالم. وأكدت أن المجتمع الدولي ينظر إلى أجهزة الأمن في المملكة بتقدير واحترام خاصة أنها تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة مكنتها من إحباط مخططات الإرهابيين الذين لم يجدوا لهم ملاذا آمنا في المملكة، ليهرب الإرهابيون إلى بعض الدول ومن بينها اليمن حيث احتضنهم صالح إبان رئاسته لليمن وما زال لتنفيذ مخططاته الداخلية والخارجية وبما يتناسب مع مصالحه الشخصية. وقال المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع ل «عكاظ»، بأن المخلوع صالح استخدم القاعدة كورقة في صراعاته المحلية وكوسيلة لجلب الدعم والمساندة لنظامه من الخارج، مشيرا إلى أن القاعدة كانت أذرعة لصالح في صراعاته الداخلية وتحديدا في المناطق الجنوبية، حيث رعاهم وسهل لهم السيطرة على بعض مناطق الجنوب وتحديدا في محافظة أبين، وأوضح المودع أن صالح أبقى القاعدة حية في اليمن من أجل الحصول على مساعدات وخاصة في المجالات الأمنية والعسكرية، تحت مبرر الشراكة في محاربة القاعدة، بينما كانت الحقيقة أنه كان غير مهتم بإنهاء وجود القاعدة في اليمن. واعتبر أن سياسة صالح في التعامل مع القاعدة تدل على استهتاره بمصالح الدولة اليمنية، حيث تأثرت الاستثمارات في اليمن وبشكل كبير، ودمر صناعة السياحة، وجعل اليمن منطقة خطرة. من جانبه، قال المحلل السياسي عبدالحافظ الصمدي إن المخلوع صالح عمد إلى دعم الميليشيات والعصابات، وتسليح القبائل وتوفير بيئة خصبة للقاعدة كوسيلة يراها ناجعة لتوطيد نظام حكمه، وبموجبها يجعل الداخل والخارج أمام واقعية «صالح أو الطوفان»، وهو حاليا يستخدم نفس التكتيك والاستراتيجية للعودة إلى الحكم أو ليخلق حكما لليمن يكون هو صانعه، موضحا أن صالح استخدم القاعدة كرتا لتهديد الداخل والخارج، ولجأ لإطلاق سراح قيادات أو عناصر خطرة في التنظيم من السجون، وفي عام 2011 وعندما ثارت الجماهير ضده، لجأ إلى تسليم محافظة أبين للقاعدة، على غرار تسليمه مديريات في حضرموت لعناصر التنظيم. وأشار الصمدي إلى أن استخدام القاعدة ككرت من قبل أي نظام يخدمها ويوفر بيئة خصبة لوجودها، وهي بلا شك بحاجة لاستراتيجية وطنية شاملة فعالة للقضاء عليها بعيدا عن الخيار العسكري فقط، بل مواجهتها بأدوات استخباراتية وأمنية تعالج الأسباب التي أدت إلى انتشار فكر القاعدة مثل الفقر والبطالة، إضافة إلى تحييد المواطنين عن مناهج الأفكار المتشددة، ونشر ثقافة توعوية مجتمعية معتدلة عصرية ومنفتحة على الآخرين. وأكد عدد من السياسيين في الداخل اليمني – فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفا من التصفية الجسدية -، بأن صالح حاليا وهو يعاني من حصار غير مسبوق، يتنقل للنفاذ بجلده بين المدن والجبال، جراء الضربات الموجعة لقوات التحالف، يرفع سلاح القاعدة في وجه كل من يخالفه الرأي، أو يحاول أن ينشق عن صفوف حزب المؤتمر الذي يعاني تصدعا غير مسبوق. يذكر أن تقرير فريق الخبراء المعني باليمن والذي قدم لمجلس الأمن اعتبر صالح كمتواطئ مع تنظيم القاعدة وكشف عن ما يقدمه من دعم للتنظيم بهدف تقويض العملية السياسية في اليمن وإجهاض نتائج الحوار الوطني، وكشف التقرير الذي بعثه فريق الخبراء في عام 2015 لمجلس الأمن بأن صالح أحد أبرز الأفراد والكيانات المتورطة في أعمال تهدد الأمن والسلام والاستقرار في اليمن، إلا أن المعلومة التي صدمت اليمنيين والشعوب العالمية هي العلاقة الوثيقة التي تربط صالح وأسرته بتنظيم القاعدة وذهب تقرير الخبراء إلى أن الضابط العسكري الذي كان مسؤولا عن وحدة مكافحة الإرهاب في محافظة أبين في عام 2011 هو يحيى صالح ابن أخ الرئيس علي عبدالله صالح، وهو الذي أصدر الأمر لجميع قواته بالانسحاب إلى صنعاء، الأمر الذي سمح للتنظيم بالهجوم على المحافظة واحتلالها حتى يونيو 2012.