الجميع هنا تشرف بارتداء البدلة العسكرية، كل يقف مزودا بسلاحه في مواجهة الجانب الآخر لتفويت الفرصة على كل من يحاول العبث أو المساس بالوطن الغالي. حرس الحدود والقوات المسلحة كلهم نذروا أنفسهم لحماية وطنهم وكلهم عيون ساهرة، مسلحون بالإيمان لمواجهة أي طارئ ويبقى رجال حرس الحدود البواسل في الخط الأمامي للمواجهة والذود عن الأرض. جولة إعلامية نظمتها قيادة حرس الحدود في منطقة جازان لوسائل إعلامية محلية وأجنبية مرئية ومكتوبة بهدف عرض جاهزية رجال حرس الحدود وبقية الأجهزة الأمنية لحماية الوطن. عبر طريق أقل ما يوصف بأنه وعر كثيف بالرمال والصخور الملساء المنزلقة وبقيادة المقدم حامد الأحمري مدير إدراة النظم والمواقع في حرس حدود جازان وزميله الرائد حسن القصيبي المتحدث الإعلامي، انطلقنا سالكين الطريق دون علم أن الطريق المعبد الذي نسير فيه بسرعة 100 كيلومتر في الساعة سينتهي بنا حال وصولنا إلى مركز صمبة، حيث غادرنا فيها كل وسائل الراحة. دخلنا إلى طريق ضيق وملتو ورملي. ولولا لطف الله ثم مهارة قائدي سيارات حرس الحدود ممن تمرسوا على مثل هذه الطرق لكنا في حال غير هذه. المقدم حامد بث فينا الطمأنينة وهو يقول: لا تجزعوا وأنتم على الطريق الوعر واختلاف أرضيته. يمضي المقدم حامد ناصحا: لا تحدقوا كثيرا على المرتفعات، فبعد أقل من نصف ساعة ستجدون أنفسكم فوق قمتها ومنها سترون الحدود اليمنية ومباني لقرى يمنية أخليت. ستجدون أمامكم رجالا تمترسوا خلف أسلحتهم لحماية وطنهم. بقعة القات السيارات بدأت تشق طريقها للوصول إلى الرجال البواسل، شعرنا بتعب وإرهاق من اهتزازات السيارات، فضلا عن كميات معتبرة من الأتربة والغبار التي ملأت رئاتنا. وهواجس عن رصاصة طائشة كلما صعدنا إلى القمة عبر طريق لا يفصلنا عن جوانبه أكثر من متر وأحيانا نصف متر وبرغم تلك المصاعب ووعورة الطريق رأينا رجال حرس الحدود ورجال القوات المسلحة وقد انتشروا في العديد من المواقع وعندها ازداد إيماننا ويقيننا أن بلادنا آمنة طالما بقي هؤلاء الرجال لحمايتنا. ما إن وصلنا إلى قمة الجبل تنفسنا الصعداء وهبط عدد كبير من الزملاء وهم يشكون من الدوار والصداع، ومن قمة المكان ظهرت مسالك ودروب وبيوت قائمة على الجانب الآخر. قال لنا رجال الحرس إنها طرق تؤدي إلى قرى يمنية وقريب منها سوق لبيع القات يطلق عليها اليمنيون «البقعة» حيث تنطلق منها محاولات تهريب القات. الرد بحزم قبل أن نلتقط أنفاسنا وجدنا اللواء ناصر المطيري مساعد قائد منطقة جازان يؤكد للجميع أن من يحاول المساس أو العبث بأمن وطننا أو الاقتراب من حدوده بعيدا عن المنافذ الرسمية سيتم التعامل معه بحزم وشدة، سيكون التعامل معه عسكريا بالرصاص والبندقية. وقال اللواء المطيري مخاطبا الإعلاميين من ارتفاع 1300 متر فوق قمة جبل مشرق التابع لقطاع العارضة: لن نسمح لكائن من كان أن يقترب من بلادنا أو يمس شبرا واحدا منها، سنرد عليه بحزم وشدة ولن نمكنه من تحقيق أهدافه، فرجال حرس الحدود وقبل هذه الأزمة هم حماة للوطن وعيونه الساهرة التي لا تنام، يحرسون وطنهم ويتصدون للعابثين والمتربصين، وكلهم مشروع شهادة وفداء للوطن وللقيادة الرشيدة. محاولات يائسة يواصل اللواء ناصر المطيري مؤكدا: استشهاد زملائنا في المناطق الأخرى في الأيام الماضية دليل على أن رجال حرس الحدود يضحون بالغالي والنفيس من أجل وطنهم، والحرس فيه رجال بواسل مدربون للتعامل مع مختلف الأجهزة والمعدات الحديثة التي تمكنهم بعد الله من حماية الوطن على مدار الساعة. رجال الأمن بمختلف مواقعهم يعملون تحت منظومة واحدة في حماية الوطن ووجود رجال القوات المسلحة بجانب رجال حرس الحدود على الشريط الحدودي سواء في بعض الخطوط الأمامية أو الخطوط الخلفية هو لمساندتهم للتصدي للحاقدين وعدم تمكين المتربصين بالوطن من نشر مخططاتهم وزرع الفوضى في وطن يعيش في أمن وأمان تحت قيادة حكومة رشيدة تسهر ليلا ونهارا من أجل راحة المواطن حيث ما كان. ويمضي اللواء المطيري: إن الفراغ الأمني الذي تشهده حاليا الدولة المجاورة انعكس على محاولة بعض ضعاف النفوس استغلال الوضع بهدف إدخال ممنوعاتهم، مبينا أن الأرقام خلال الستة الأشهر الماضية تشير إلى زيادة عدد المضبوطات بأضعاف عن الأعوام السابقة إلا أنهم وجدوا أمامهم رجالا بواسل أحبطوا محاولاتهم الفاشلة ولم يمكنوهم من تحقيق أهدافهم. الحزم والشدة يواصل اللواء ناصر المطيري مساعد قائد منطقة جازان كلماته القوية ويضيف: سيستمر التهريب والتسلل وسنستمر في مواجهتهم وإحباط حيلهم وأهدافهم ومن يحاول في الوقت الحالي التسلل أو التهريب يعد إنسانا مغامرا لأن المنطقة حاليا هي منطقة حرب، لا تهاون مع أي عنصر يقترب من الحدود مهما كانت أهدافه، وسيتم التعامل معه بحزم وشدة. موضحا أن المنطقة بفضل الله ثم بوجود الرجال البواسل وإخوانهم في القوات المسلحة ورغم أنها منطقة تعتبر من المناطق الخطرة نتيجة قربها من المناطق اليمنية إلا أنها وحتى الآن لم تشهد أية مشاكل أمنية بخلاف حدوث بعض المناوشات بين الحين والآخر ويتم التعامل مع المحاولات اليائسة فورا بما تقتضيه الظروف. صف واحد مع الكلمات التي أطلقها الرجل الثاني في حرس حدود جازان، رصدنا نشاط وهمة الرجال البواسل ورجال القوات المسلحة كل يقف في موقعه ببسالة، الرقيب مثقب إبراهيم والرقيب عبدالله محنشي ووكيل الرقيب حسين قصادي والعريف علي فرحان، كلهم كانوا يشكلون فريقا واحدا في أحد المواقع وكل واحد يؤدي دورا يختلف عن الآخر جميعهم في حماية الوطن. العريف عزوز طميحي وزميله الجندي الأول قاسم عقيل خلف رشاش مصوب تجاه كل من يحاول النيل من أرض الوطن. فيما يتولى علي عقبي مسؤولية متابعة الحدود عبر المنظار، بينما وقف بسلاحه مستعدا لأي طارئ الجندي أول من القوات المسلحة قاسم إبراهيم، في الوقت الذي كان يقف فيه الجندي أول من القوات المسلحلة محمد يحيى على سيارة مصفحة خلف سلاحه. ممنوع الاقتراب قائد الجولة المقدم حامد الأحمري مدير إدراة النظم والمواقع في حرس حدود جازان، قال للإعلاميين إنهم مستعدون ومعهم إخوانهم في القوات المسلحة للتصدي لأي طارئ. وتم إخلاء القرى اليمنية من مواقعها قبل فترة وأن منطقة المشرق تعتبر من المناطق القريبة من الحدود اليمنية تحديدا من منطقة صعدة معقل الحوثيين. حيث تتم المتابعة الأمنية لحظة بلحظة باستخدام أحدث وأفضل الأجهزة الأمنية بهدف تفويت أية فرصة لأي متربص. ويضيف المقدم الأحمري: إن وجود رجال الحرس البواسل في هذه المنطقة جعلها من المناطق الأقل خطورة ومع ذلك فإن المنطقة تسجل على أنها منطقة خطر لا يسمح الاقتراب منها. دحر كل باغ المقدم عبدالله الشهراني قائد قطاع حرس الحدود في العارضة يؤكد من جانبه أن جميع المواقع التي تقع تحت مسؤولية القطاع تتم متابعتها على مدار الساعة من الدوريات الراجلة والثابتة والكل هنا يؤدي واجبه ولا علاقة للأحداث الحالية بوجودهم أو تمركزهم، وفي الأحداث الأخيرة تطلب الوضع تكثيف الدوريات. وفي ذات السياق، يقول النقيب سعيد العمري من القوات المسلحة: جميعنا هنا لحماية وطننا وسنؤدي واجبنا حتى آخر قطرة في دمائنا ولن نتهاون في الواجب فالوطن يستحق منا كل التضحية، واستشهاد زملائنا زادنا قوة وإصرارا على دحر كل باغ. ويختم محافظ العارضة مفرح السبيعي مؤكدا أن المحافظة ورغم قربها الشديد من الحدود اليمنية إلا أن الحياة فيها لم تختلف والظروف المعيشية تسير بشكل طبيعي بخلاف توقف الدراسة فقط نتيجة قرار وزارة التعليم. مبينا أن حرس الحدود والقوات المسلحة قادرون على حماية الوطن في مختلف الظروف.