عندما يكتب التاريخ عن «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة بتحالف عربي إسلامي، فإنه سيسجل أن هذه العملية الفريدة حالت دون انزلاق اليمن في أتون الفوضى والطائفية والخراب، وأنها تصدت بكل قوة وحزم لمحاولات النظام الإيراني خلق بؤرة إرهابية جديدة في دولة عربية. ومن هنا، فإن الدعم العسكري الذي بدأت قوات التحالف تقدمه للمقاومة الشعبية اليمنية والمتمثل في أجهزة اتصالات وذخيرة وأسلحة خفيفة ومتوسطة، هو ضرورة حتمية، بل وينبغي أن تكون الاستراتيجية المقبلة تكثيف الدعم العسكري واللوجستي لهذه المقاومة التي نجحت حتى الآن في تكبيد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح خسائر فادحة، واستطاعت التعامل معه بكل قوة، ما دفعهم إلى الانسحاب والهروب من عدد من المدن والمحافظات اليمنية، ولعل المحاولات المتكررة الفاشلة للانقلابيين لاجتياح عدن خير برهان على نجاعة المقاومة الشعبية. وانطلاقا من ذلك، فإن الشعب اليمني من صنعاء إلى عدن، إلى تعز وأبين وشبوة، أصبح مطالبا الآن وأكثر من أي وقت مضى بالانتفاض الكبير ضد قوى الظلام التي سعت لتدمير البلاد، ومواجهتها في كل مكان والتصدي لها بكل شجاعة لأن الدور الرئيسي على الأرض هو دور المقاومة واللجان الشعبية للجم الحوثي وكسر ظهر ميليشيات صالح. إن «عاصفة الحزم» ستفرز بإذن الله نظاما عربيا أمنيا جديدا، يزيل كل رواسب التدخلات في المنطقة العربية. وتمكن أهمية «عاصفة الحزم» في اصطفاف دول الخليج مع المملكة لإنقاذ دولة عربية وعودة الشرعية لها. إن «عاصفة الحزم» تمثل اختبارا حقيقيا للحلفاء، فجميع دول المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية تباركها وتقف خلف قيادة المملكة العربية السعودية، في المقابل تقف إيران بأذرعها في المنطقة وبجوارها روسيا ضد العاصفة التي ستقتلع جذور الحوثي وصالح وستعيد الشرعية لليمن.