أكد المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري أن «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم الثامن، على جميع المحاور، وتعمل على إكمال تدمير قدرات الميليشيات الحوثية. وقال خلال الإيجاز الصحفي اليومي الذي عقده بقاعدة الرياض الجوية: «إن قوات التحالف مستمرة في أعمالها المجدولة لها حسب ما هو مخطط خلال الفترة الماضية»، مبيناً أن الحملة الجوية مستمرة باختلاف الوتيرة وهي تصاعدية مع الأيام الماضية للتأكد أن جميع الأهداف تتحقق في مواعيدها. وبين أن العمل تركز خلال ال24 ساعة الماضية على محورين أولا في شمال اليمن حيث حصل يوم أمس الأول إطلاق نار على إحدى المناطق الحدودية نتج عنه إصابة عدد من أفراد حرس الحدود، واستشهاد أحدهم، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة ونحتسبه عند الله شهيداً، قام على إثره طيران القوات البرية ومدفعية الميدان بالرد على مصدر النيران وتدمير المجموعة التي كانت تحاول التسلل بالقرب من الحدود، وأعقب ذلك عملية إسناد جوي قريب من طائرات القوات الجوية لتمشيط كامل المنطقة والتعامل مع القوات أو المجموعات التي كانت تتواجد على مسافة أبعد من الحدود. وأبان العميد عسيري أن القوات الجوية وقوات التحالف استمرت بعملها في محيط مدينة عدن وعلى جميع المحاور المؤدية إلى المدينة سواء من «البيضاء أو من الضالع أو من شبوة» وسبق خلال الأيام الماضية أن تم الحديث عن عمليات في مدينتي الضالع وشبوة وكانت قوات التحالف قد أكدت أن الضالع أصبحت بيد اللجان الشعبية والمقاومة من الجيش اليمني النظامي وكذلك الحال في شبوة، وتم استهداف جميع القوات المتراجعة من هاتين المدينتين التي حاولت التوجه إلى مدينة عدن وتم التعامل معها، مبيناً أن الأوضاع مستقرة في محيط مدينة عدن حالياً. وقال العميد عسيري: «أما فيما يتم داخل مدينة عدن، فكما ذكرت أن الفترة التي أعقبت انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية وسيطرتهم على مقدرات وإمكانات الجيش اليمني، وخلال الفترة التي تم فيها مهاجمة مقر الرئيس في عدن تواجدت مجموعات منفردة ومجموعات صغيرة ودخلت المدينة، بالإضافة إلى عناصر الجيش المتمردة على الشرعية الذين يتواجدون داخل المدينة، حاولوا يوم أمس الأول السيطرة على بعض المراكز في المدينة، وكان هناك اشتباكات مع اللجان الشعبية داخلها ومثل هذه الأشياء متوقعة لدى قوات التحالف، ومن يعرف تكتيكات وأساليب الميليشيات المسلحة يعرف أن الهدف في مجمله وفي الغالب يكون بهدف إحداث حدث إعلامي أكثر من نصر عسكري على الأرض، ولذلك ما حدث أمس الأول والتغطية الإعلامية التي صاحبت ذلك، هي محاولة يائسة من هذه الجماعات التي أصبحت معزولة داخل المدينة لتحقيق حدث إعلامي وإزالة الضغط الذي يتعرضون له في مناطق مختلفة». وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أن العمل جار مع اللجان الشعبية والدعم مستمر لهم حتى يستطيعوا التخلص من هذه الميليشيات، مشيراً إلى هذه الميليشيات تتحصن في بعض أحياء مدينة عدن، وتحاول التقدم من وقت إلى آخر باتجاه المراكز الحكومية داخل المدينة، لكن إلى الآن لم ينجحوا في ذلك، وستعمل قوات التحالف - بإذن الله - على عدم نجاحهم في هذا الجانب. ولفت إلى أن القوات الجوية للتحالف قامت أمس الأول بأعمالها على جميع المحاور، كما قامت خلال الفترة الماضية القوات البرية بتنفيذ أعمالها على كامل الشريط الحدودي بين المملكة واليمن للتأكد من عدم تكرار ما حدث من اعتداء، مبيناً أن هذه الجماعات تتحرك في بيئة ومناطق صعبة جداً، ويتحركون فرادى داخل الجبال والعمل جار على وضعهم تحت الضغط المستمر، مشيراً إلى أنه تم أمس استهداف جميع المعسكرات التي سبق استهدافها في منطقة صعدة وما حولها للتأكد من أنه لا يمكن أن تضم جماعات مرة أخرى. وأفاد العميد عسيري أنه تم تعطيل أحد المحاور المؤدية إلى مدينة عدن من منطقة الشقرا بشكل مؤقت لمنع تحرك أي إمدادات لجماعات المليشيات الحوثية المتحصنة داخل المدينة، مؤكداً أن الهدف الأساسي ليس استهداف البنية التحتية بقدر ما هو هدف عسكري لتعطيل حركة هذه الجماعات باتجاه المدينة، كما استمر استهداف المباني التي تتحصن فيها جماعات أو ميليشيات حوثية. وأوضح العميد عسيري أن الميليشيات الحوثية تحاول الآن تجميع قواها وإمكانياتها وتنفيذ ما نسميه عسكريا نوع من الهجمات المضادة، ضد الأماكن التي سبق وأن خسروا مواقعهم فيها، وجار العمل على منعهم من الاستفادة من هذه الإمكانات، مبينا أنه تم استهداف أحد مواقع الصواريخ «سام 3» المتواجدة في منطقة الحديدة وحرمان الميليشيات من الاستفادة منه، كما تم استهداف موقع دفاع جوي آخر وهو الرادار المتواجد في موقع مبنى القيادة وهو أحد المباني التي استخدمتها الميليشيات الحوثية لتنظيم الأعمال التي تنفذها على الأرض، حيث تم استهدافه بعد التأكد من معلومات استخباراتية بوجود عدد كبير من القيادات فيه. ونوه إلى أن هذه الميليشيات بعد أن أصبحت تتعرض للعمليات بشكل مستمر وضغط متزايد تتحرك في اتجاهات مختلفة في معظم المناطق الشمالية والوسط وتحاول تحريك إمكاناتها بقدر ما تستطيع، مشيرا إلى أن التعامل مع هذا النوع من الميليشيات ليس كالتعامل مع الجيوش النظامية التي يكون لها تشكيلات وخطوط جبهات، مستشهدا بما حدث أمس من مهاجمتهم لبعض السجون وإطلاق المساجين الذي يعكس العبثية التي تمارسها هذه المليشيات في داخل المجتمع والأهداف التي يسعون إليها في إحداث الفوضى في المجتمع، وتصعيد الوضع للحكومة اليمنية الشرعية في إدارة شؤون البلاد. وأفاد أن هذه الميليشيات تتبنى أيدلوجية محددة وعقيدة منحرفة وتعمل على فرضها على المجتمع اليمني بالقوة، مؤكدا أن هدف التحالف عندما بدأ العمليات هو حماية الشعب اليمني، وسوف يستمر التحالف بإذن الله بالعمل على هذه الوتيرة حتى لا تتمكن هذه الميليشيات من فرض الفوضى والعبثية داخل المجتمع اليمني. وقال العميد عسيري: «إن القوات البرية استخدمت الطيران البري العامودي، ولاتزال تمشط المنطقة على كامل الحدود للتأكد من عدم وجود جماعات متسللة»، مؤكدًا أن القوات البحرية مستمرة في فرض إجراءات الحصار على الموانئ والجزر اليمنية لمنع عمليات التهريب من وإلى الأراضي اليمنية وحرمان الميليشيات الحوثية من الحصول على أي دعم من أي نوع كان. بعد ذلك أجاب المتحدث باسم قوات التحالف على أسئلة الصحفيين، فعن الوضع في مدينة عدن خلال 24 ساعة الماضية ودخول الميليشيات الحوثية إلى وسط المدينة، قال: «إنه منذ الانقلاب على الحكومة اليمنية وبدء العملية العسكرية كان الحوثيون يتحكمون في أغلب المدن اليمنية ومن بينها مدينة عدن، كما أنهم قاموا بإرسال قوات بين الفينة والأخرى إلى داخل المدينة فضلاً عن عناصر من الجيش اليمني التي انضمت إلى الحوثيين حيث كانوا داخل المدينة قبل بدء العملية العسكرية». وأضاف «فيما يتعلق بالتحركات داخل المدينة لهذه الجيوب «جيوب الحوثيين» فهم يحاولون تحقيق نصر إعلامي وإيجاد وضع ينعدم فيه الأمن داخل المدينة ويظهرون أنهم يتحكمون في المدينة والواقع أنهم لا يتحكمون إلا في حي أو حيين فقط»، مبينا أن المجموعات الموالية للجيش اليمني واللجان الشعبية يحاولون وقف تحركاتهم حتى لا يصلوا إلى المباني الرسمية ويعلنوا انتصارهم. وأكد أن التحالف يتحكم الآن في ضواحي مدينة عدن للحيلولة دون تلقي هذه الجيوب داخل المدينة لأي دعم أو إسناد فالوضع هادئ نسبيا باستثناء ما يحدث بين الحين والآخر داخل المدينة بين الميليشيات والمقاومة، وقوات التحالف تقوم بكل ما يجب حتى يعود الوضع داخل المدينة إلى الهدوء بعد أن يتم التعامل مع الميليشيات الحوثية. وحول الحاجة لنشر قوات برية أو الاكتفاء بالضربات الجوية، أوضح العميد عسيري أن كل الاحتمالات واردة، مؤكدا أن قوات التحالف ملتزمة بالخطط التي تم إعدادها مسبقاً، مبيناً أن قوات التحالف لا تتحرك كردة فعل بل تقوم بعمل استباقي حسب الخطط العسكرية. وقال: «الميليشيات الحوثية لا تتحرك مثل الجيوش النظامية إنما تعتمد على المجموعات الصغيرة فقط، ونحن لا نرغب في خوض معركة لا نريدها نحن لدينا خطتنا العسكرية، وأؤكد أن الخطط العسكرية تسير حسب ما تم التخطيط له». وأكد أن قوات التحالف عندما بدأت عملياتها لم يكن هناك شيء غير معلن، وقال: الهدف الأساسي من عقد المؤتمر الصحفي اليومي ل «عاصفة الحزم» هو إطلاع الرأي العام المحلي والدولي، والرأي العام اليمني في المقام الأول على ما تستهدفه قوات التحالف منذ اليوم الأول، ولا يستطيع أحد أن يظهر عبر وسائل الإعلام أو من العناصر الحوثية إعلاميا في أحد المواقع داخل المدن تم استهدافه من قبل قوات التحالف، مبينا أن المحققين الموجودين على الأرض من قبل الحكومة اليمنية تأكدوا بأن الموقعين تم استهدافهما بقذائف من الأرض، مؤكدا أن الحكومة اليمنية بصدد تحقيق دولي في هذا المجال حتى يتم محاسبة المتسببين في هذه الجرائم، فهناك قانون دولي وإجراءات سوف تتخذ من قبل الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف، منوها بأن الحكومة اليمنية فاعلة ولديها تواصل مع المجتمع الدولي ومع المنظمات الدولية وتستطيع أن تتخذ الإجراءات التي ترى فيها حماية الشعب اليمني. وفي سؤال بشأن الترتيبات من قبل قوات التحالف للتثبت من مصداقية ألوية الجيش اليمني المنهارة التي تعلن ولاءها للشرعية في اليمن، وماهى آلية العمل لاحتوائها ضمن الشرعية، أجاب العميد عسيري أن قوات التحالف وجهت نداء للزملاء والإخوان في الجيش اليمني، ومن غرر به وانتمى أو التحق بهذه الميليشيات الحوثية، ومن اعتقد في لحظة من اللحظات بأنه يستطيع تحقيق مكاسب فردية على حساب اليمن، بأن يلتحقوا بالشرعية، موضحا أن الحكومة اليمنية لديها تواصل مع جميع القيادات العسكرية المتواجدة داخل اليمن والمتواجدة خارج اليمن، مؤكدا جاهزية قوات التحالف لتقديم أي مساعدة ترى الحكومة اليمنية أن من شأنها إعادة تشكيل الجيش وتكوينه وتنظيمه في مواجهة هذه الميليشيات. وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف أن غياب الشرعية في اليمن وانتشار الميليشيات المتمردة يتسبب في انتشار الجماعات الإرهابية، مبينا أن الجماعات الإرهابية تنتشر في المساحات غير المحكومة، حيث تعد هذه البيئة حاضنة مثالية لهم، وما حدث من تعاون وتقاطع مصالح بين القاعدة والحوثيين دليل على ذلك. وذكر أن الجيش اليمني هو جزء من التحالف لإنقاذ اليمن، وهو جزء منا، ونحن نعمل سويا على تحرير الشعب اليمني من سطوة هذه الميليشيات، مشيرا إلى أن لوسائل الإعلام دورا كبيرا في نقل الحقائق وإيصالها للرأي العام سواء داخل اليمن، أو في دول التحالف، أو للعالم أجمع، بعيدا عن التأويل وتأليب الرأي العام بأكاذيب لاتستند لحقائق.