الضربات الجوية التي تنفذها دول التحالف ضد عصابات وميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا التي نفذت انقلابا على الشرعية في اليمن واستولت على مقاليد البلاد غيرت قواعد اللعبة في المنطقة بأسرها، وأفشلت المشاريع الإيرانية، وقوضت أطماعها، فإيران التي أشعلت بسياستها المتغطرسة المنطقة أصابها الغرور حتى علت أصوات مسؤوليها في الإعلان عن تحكمهم في عدة عواصم عربية، وإعلانهم أن بغداد أضحت عاصمة الإمبراطورية الإيرانية، وأنهم قد وصلوا بنفوذهم إلى البحر المتوسط والأحمر وباب المندب. لم تتوقع طهران وساستها أنهم تجاوزوا الخطوط الحمر في سياستهم التوسعية، التي تطفح حقدا على الشعب العربي، ولم يتوقعوا أن يكون الرد العربي ردا بهذا الحجم وتلك القوة، خاصة وأنهم يعتقدون بأنهم أصبحوا قوة لا تواجه، وأنهم وقد اقتربوا من التوصل الى اتفاق حول النووي الذي سيعطيهم حق التوسع والتحكم في المنطقة بكاملها. لقد فوجئ الإيرانيون بالرد العربي الذي قلب الطاولة على رؤوسهم، وأفشل مخططاتهم، وكشف سياستهم العدوانية أمام العالم أجمع الذي أيد ما تقوم به القوات العربية في اليمن، حتى أن تركيا باتت تنزعج من الدور الإيراني في المنطقة، حسب ما عبر عنه رئيسها رجب طيب أردوغان، كما أبدت بعض الدول استعدادها للتدخل في حال تعرضت المنطقة لأي تهديد إيراني، كل ذلك يظهر مدى التأييد الدولي للقرار العربي، ويظهر مدى رفض العالم للسياسة الإيرانية العدوانية، ويؤكد حق العرب في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم بكل السبل والوسائل. إن الضربات العربية لقوات التمرد في اليمن المدعومة إيرانيا قد قلبت الموازين، وأصبح على ايران أن تفكر مائة مرة في أي تدخل في الشأن العربي، بل وأصبح عليها أن تراجع سياستها تجاه العرب، وأن تستعد لإعادة الحقوق والأراضي العربية المغتصبة. إن عاصفة الحزم غيرت قواعد اللعبة في المنطقة، وعلى ايران أن تعرف أن تاريخ الضربات العربية هو يوم فارق لن تكون الأيام بعده كما كانت قبله، وعليها أن تعرف أن تهديداتها وتهديدات عملائها لن تثني العرب عن الدفاع عن بلادهم، واستعادة حقوقهم وعليها أن تستعد لذلك.