أبطال هذا المسلسل عاجزون مقتدرون لم يستيطعوا أن يوفروا ما يكفي ليغطي متطلباتهم الأساسية، مما جعلهم من المكافحين ليحققوا مستقبلا مشرقا أو تترصد بهم خاتمة مفجعة. العم أبو ناصر (متقاعد)، لديه منزل مستأجر وخمسة أبناء وزوجته ربة منزل، كانت رحلاتهم لمدينة الطائف باريسية الخيال، وكانوا يستمتعون بها وبأجوائها ورخصها وقدرتهم على الإنفاق بالأسعار المعقولة، تم إحالته للتقاعد بنصف راتب، فتم التخلي عن سفراتهم ليستطيعوا دفع الإيجار وتكاليف الدراسة والمعيشة، ومن هنا جاءت فكرت نقل المعلمات بأجر بسيط يعود عليه بالنفع ليسترد منصبه كعائل لبيته وأهله. أم سارة (معلمة بالصفوف الأولية)، تعلم أن الوظيفة مطلب رئيسي لتساعد زوجها في النفقة، فالبيت حتى وإن كان مملوكا، فالمصروفات تزداد والسقف يرتفع لطلبات الأبناء والبنات، فهذه تحتاج إلى أفضل الملابس، وهذا يريد آخر الجوالات، ومع غلاء المعيشة هي بنفسها تعلم جيدا أن ابنتها سارة يجب أن تكمل تعليمها وتصبح معلمة في أي مكان يتم تعيينها، وبعد نزول الأسماء في الصحف ترى اسم ابنتها سارة تم تعيينها في مدرسة تبعد عنها 150 كلم، تشكر الله وتحمده وتطمئن ابنتها بأن المواصلات أمر مدبر. سارة ذات طموح عال وأفكار خيالية جاهدت بالدراسة لتصبح مثل أمها معلمة، تستطيع أن تعيل نفسها وتأتي بأفخم الملابس وأحدث الجوالات. تفكر في مستقبل أعمق مع زوجها وكيف ستساعده بالنفقات ليستطيعوا السفر إلى الخارج، ترضى بما كتبه الله لها وتوافق على أن تذهب إلى المدينة النائية وتتحمل الأمرين، فراق أهلها وتوديعهم وصعوبة مشوارها وتحملها للتدريس في أماكن بعيدة. (أبو سارة) المتقاعد عن العمل، لا يستطيع أن يمنع ابنته من تحقيق طموحها ولا يعلم هل يفرح بتعيينها أم يخاف من بعد المكان؟ هل يستطيع الالتزام بتوصيلها كل يوم أم يبحث عن أيد أمينة تراعاها بعد رعاية الله؟ يأتيه رقم أبو ناصر وكله أمل في الرجل العجوز أن يحافظ على غاليته، يرى سيارة الميكرو باص ويرى لمعانها ويعلم جيدا أنه اختار الأفضل لابنته. باص الهلاك، جديد الموديل، نظيف الكفرات، كامل التظليل، مريح الكراسي، يحمل داخله تسعة أرواح تم تجميعهم من أطراف المدينة متجهين إلى المدينة النائية، كل فتاة تكتب مذكرة عن كيفية صرف راتب هذا الشهر وما هي الهدية المناسبة لوالدها ووالدتها وما نوع الجوال الجديد الذي تفكر فيه، فجأة! أصوات التكبير والتهليل، وتنتهي هنا البداية.