هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التدريس لم يأت بالرغبة .. ولهذا افتقدنا الرهبة ..
المربي والمعلم عبدالرحيم العربي يتذكر:
نشر في اليوم يوم 12 - 03 - 2004

قد تكون بين أيدينا طموحات كثيرة.. وقد لا نستطيع في البداية الوصول إليها مباشرة.. نتيجة لظروف وأزمنة خارجة عن ارادتنا.. وعلى هذا الأساس نحن نعتبرها فشلاً ذريعاً تتوسط جوانب حياتنا اليومية حتى أصبحنا لا نستطيع التغلب عليها .. لأننا افتقدنا عنصر الرغبات وعشق المهنة في إنجاز أداء أعمالنا الوظيفية حتى تلاشت اهدافنا وقل انتاجنا وأصبحنا بلا موهبة وبلا مسمى وظيفة نفتخر بها .. ضيفنا لهذا الأسبوع حدد رغبته وعشق مهنته التربوية حتى أعطى مما لديه وبالتالي حمل التجربة معه فكان له الدور المثالي في إبراز دور الطالب عندما رفض مبدأ حمل العصا أمامه وفتح الحوار والمناقشة معه حتى يسهم في بناء وطنه وكان له الدور المثالي في إشراك دور المجتمع معه من خلال تقاربه مع ولي أمر الطالب إلى أن تجاوب الطالب والمعلم وولي الامر للمدرسة التي أخذت جزءا كبيراً في أنماط حياته .
ضيفنا التربوي عبد الرحيم عبد القادر العربي من تجربته إلى مشوار حياته نبدأ حوارنا معه.
السيرة الذاتية
عبد الرحيم عبد القادر محمد العربي
من مواليد المدينة المنورة متزوج ولديه ستة أولاد أكبرهم نواف ويدرس حاسبا آليا في إحدى الشركات الخاصة ونادر طالب في كلية البيطرة بجامعة الملك فيصل بالاحساء وعبد القادر في التوجيهي وثلاث بنات واحدة حصلت على الدكتوراة "متوفاة" والثانية مديرة مدرسة والأخيرة متخرجة في جامعة الملك فيصل بالدمام.
حصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة السعودية بالخبر ثم انتقل الى مدينة جدة ودرس الصف الأول متوسط ثم تخرج من الكفاءة ومارس العمل الوظيفي معلما في عام 84 ه ثم حصل على الدورات التأهيلية ثم انتقل معلما في الخبر الثانية وثم ابن الهيثم ثم في معاذ بن جبل لمدة عامين كمعلم للتربية البدنية ثم تم تعينه مراقبا لمدة عام في نفس المدرسة ثم تم ابتعاثه الى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية في فترة الصيف من شركة ارامكو السعودية وفي عام 1387 ه تسلم إدارة مدرسة الصديق حيث يملك تجربة في السلك التعليمي 41 عاما ثم تقاعد في عام 1419ه.
بداية الطريق
@ هناك مبدعون.. وهناك متميزون أين أنت من هؤلاء ؟ وما مراحل البدايات معك وكيف كانت التنشئة الأولى فيها؟
بدأت عملي الوظيفي وأنا عمري لا يتجاوز السادسة عشرة في الصف الأول متوسط وكانت هذه الرحلة قد بدأت بالكفاح والمشقة الطويلة حيث كانت الدراسة قبل التعليم النظامي في الكتاتيب عند الشيخ زكي والشيخ سليمان في المدينة المنورة بالحرم النبوي ومن ثم بدأت الدخول في التعليم النظامي والذي كان في المدينة المنورة وكان في الصف الثالث ابتدائي حتى أرسلني والدي إلى مدينة جدة عند شقيقي وأكملت الدراسة إلى الصف الأول متوسط ومن ثم عدت إلى الخبر وواصلت الدراسة بالمدرسة السعودية بمدينة الخبر وحصلت على الشهادة الابتدائية هناك وكان مدير المدرسة في تلك الفترة عبد الرحمن أبو ديه .
في المدينة المنورة
@ عندما قدمت إلى الخبر كيف كانت الحياة في تلك المدينة؟
كانت الخبر عبارة عن صناديق لم يكن فيها الماء ولا الكهرباء حتى الفواكه كانت تأتينا معلبة ولم يوجد إلا القليل من لديه الثلاجات والغاز فقد كان حي (العقربية) صحراء نرى الرمال تزحف أمامنا مما تضطر البلدية بوضع القار حتى لا تزحف الرمال مما ترى الأرض رخيصة جداً بجنيه الذهب السعودي تصل من 500 ريال إلى 1000 ريال وكان ذلك قبل ثلاثين عاما أما أنا فقدمت للخبر في عام 65ه . حتى عندما أدخلت المدرسة في شركة أرامكو كنت على هيئة طالب لدراسة اللغة الإنجليزية إلى أن توظفت في عام (74) ه . في هذه المدرسة نتيجة عوامل كثيرة ومنها أن التوظيف كان في تلك الفترة متاحاً للجميع حيث من لدية شهادة ابتدائية يصبح معلماً أو حتى من لديه الصف الخامس أو الرابع فقد كان معظم زملائي من هذه المرحلة تم توظيفهم.
هكذا وصلت إلى الوظيفة
@ وكيف كانت الآلية في عملية التوظيف ؟
لم يكن هناك وظيفة تصدرها الخدمة المدنية بل كان التعيين رسمياً يتم عن طريق مدير التعليم في تلك الفترة وهو الأستاذ الفاضل عبد العزيز التركي يرحمه الله .
وكان أول راتب استلمته بقيمة 400 ريال وتأتينا العلاوة بين 70 إلى 90 ريالا وهي على مراتب كما موظفي الدولة حالياً وأفضلها مرتبة من هو على الأولى.
ولكن لم تأت هذه المرحلة بمجرد أنها بهذه البساطة بل بعد أن بدأت هذه المرحلة في الصف الأول متوسط درست في معهد للمعلمين الليلي في الدمام لمدة ثلاث سنوات إلى أن تخرجت من الكفاءة حتى قدمت إلى الأحساء ومعي عبد الله بونهية وعبد الله النافع ومحمد أبومالك إلى أن منحتنا الإدارة دورة صحية ودورة في العلوم لمدة أسبوعين حتى تم افتتاح دورة رياضية في الطائف وعلمية ثم رشحت أنا وزميلي عبد الله الفرج في الصيف لمدة (50) يوماً لدراسة مواد التربية البدنية.
هكذا كنا نتعلم
@ الدراسة في السابق كيف مرت أمامك عندما كنت طالبا تستقي من المعلومة منهجا؟ وعندما كنت معلماً تلخص من المنهج درساً ؟ وعندما كنت إداريا تشرف على المعلم والطالب؟
كان الإنسان منا يعتمد على نفسه اعتماداً كلياً حيث لا يوجد لنا وسائل إيضاح حتى الدراسة كنا نقوم بالدرس على الأرض لعدم توفر مقاعد دراسية لا يوجد أمامنا إلا السبورة فقط حتى أنني درست على (الأثاريك) وكان يوجد لدينا معلمون أكفاء ومجتهدون يقومون بتدريسنا ذاتيا دون مقابل، وعندما تطورت المدارس بدأت الوسائل تأتي لا سيما وأنني توظفت في مكتب شركة ارامكو السعودية بالمدارس التي تقوم بإنشائها حيث تم توفيرها بمبالغ باهظة حتى أن بعض المدارس الحكومية كانت تستعين بها.
وما يزال المضمون هو الأهم
@ إذا في ظل وجود وسائل وتقنية حديثة ومتطورة .. هل برأيك أن التعليم وصل إلى مراحل متطورة أم يبقى في وجود هذه الإمكانيات نواقص أخرى؟
لا شك أنه الآن لدينا وسائل وطرق حديثة ومتطورة ولكن لا ينقصها إلا الرغبة من المعلم لانه يبحث وللأسف عن الوظيفة ولا يبحث عن تأدية الرسالة المطلوبة منه ولا شك أن المعلم في السابق اختلف عما كان عليه في الحاضر لأن هناك متغيرات وظروفا فالمادة غلبت على الجميع خاصة وأن الوقت هو الذي يحكمنا ويساعد على الظروف فالإنسان في بيئة يختلف من هذه البيئة الأخرى.
وأنا أتصور أن التعليم قد تطور من مرحلة إلى مراحل متقدمة وخاصة ما ألمسه بالشرقية حتى أن ولي أمر الطالب قد اختلف عن السابق لكونه متمكنا في متابعة أبنائه أولا بأول وأحيانا يساعد المعلم بتقديم الملاحظات والآراء وبالتالي عندما تذهب إلى القرى لا ترى التعليم كما هو في المدينة من خلال المتابعة للطالب في دراسته ولحظة غيابه.
أما في سياق سؤال حول ما ينقصنا هو بالفعل المعلم وهو أهم عنصر لدينا، فإذا كان لديه الضمير والاهتمام نحصل على النتيجة المطلوبة في تطور التعليم أما إذا كان قد أفتقد إلى الحافز التشجيعي في الراتب أو غيره فأصبح يؤدي دوره الوظيفي فإن الأمر يكون صعبا للغاية.
الكلمة الطيبة
@ ألا ترى أن عدم وجود مراتب للمعلمين وثبات العلاوات السنوية ومقارنة المعلم المبتدئ بالمعلم الخبرة أفقد الحافز الطموحي للمعلم في الميدان التربوي؟
الحوافز يشجعها مدير المدرسة دون أن ينتظر من يأتيه ويوجهه لرفع الحوافز للمعلمين، فالكلمة الطيبة تعتبر هي الحافز له والتشجيع وليس المادة فقط فهناك أناس يقومون بالتضحية من وقتهم وهناك من يتهرب ويؤدي العمل المناط به ومن يجتهد بوقته الإضافي وهناك من يدخل الحصة قبل بدئها ويخرج بعد انتهائها.
صلاحيات العمل التربوي
@ ولكن هل يملك مدير المدرسة الصلاحيات في هذا الخصوص؟
حسب النظام يمتلكها وأن كانت هناك صلاحيات قد يراها المدير من حقه منحها مثل ضرب المعلم للطالب فالوزارة لا توافق على ذلك ومن حقها في هذا الأمر لأن هناك فئة من تستغل هذه الصلاحيات وتعتبرها نوعا من التميز ولكن ليست هذه الوسيلة المطلوبة في العمل التربوي.
المجتمع والوطن
@ إذا أنت ضد ضرب الطالب واهانته باستخدام هذه الوسيلة؟
نعم وليست هذه التربية من المعلم أو مدير المدرسة عندما يأتي بالملف ويرميه على وجه الطالب لأننا ندرك هذه الخطورة عندما لا يتوجه الطالب إلى منزله، بل سيفتح له أبوابا من الشر في وجود أمور أخرى تؤدي لعواقب وأضرار لا تخدم المجتمع والوطن. ولو كان الضرب مستخدما في المدارس لجاء ما لاتحمد عقباه.
المعلم الحازم
@ إذاً من تجد الأقرب للطالب.. المعلم الحازم أم المعلم المتساهل أم المعلم الذي يتوسط الاثنين؟
الحازم وقت الحزم هو المعلم المطلوب أما الذي يجعل الفصل (كالشوربة) فهو الذي أضاع التعليم وأضاع نفسه.
رهبة ورغبة
@ هل ترى أن هذا الجيل من المعلمين افتقدوا زمام المسؤولية مما ضاعت أمامهم الهيبة والقدوة؟
معظم المعلمين الحاليين هم من الشباب المتخرجين في الجامعات السعودية وتعينوا على وظيفة معلم وتجد البعض منهم يتم تكليفه في مدارس ثانوية وبالتالي عندما تزور هذه المدرسة لا تفرق بين المعلم والطالب ولذلك لا يرهب الطالب هذا المعلم حتى أنه لا تجد لديه الرغبة في التدريس لذلك لو رأى وظيفة أخرى حتما سوف يتنازل عنها دون تردد.
عشق المهنة
@ لماذا؟
لأن التعليم ليس من رغبته أي يعشقه لأننا كنا نحن في السابق ومنهم زملاؤنا تأتيهم الأعمال والوظائف سواء في أرامكو أو شركات أخرى ولكنهم لا يرغبون العمل فيها حتى أن زميلا لنا انتقل من التعليم إلى وزارة البترول ومن ثم عاد واشتاق للتعليم وهو عبد الرحمن السعيد وغيره الكثير.
رسالة ومسئولية
@ هل ترى أن المجتمع يتفاعل مع دور المعلم والمعلم يجد مكانته وتقديره منه؟
نعم يجد احترامه وتقديره عند أناس يدركون هذه المسئولية وحمل الرسالة.
انتهى ضرب الطالب
@ مع تغير المسمى (الحالي وزارة التربية والتعليم).. هل لهذا المعنى عودة المعلم المربي؟
أعتقد أن كل شيء تغير ولا يبقى على وضعه بمعنى أن المعلم في السابق يقوم بتنفيذ الخطة المسلمة له وكذلك المعلم في الوقت الراهن يقوم بهذا الدور مع التطور الذي يواكبه هذا العصر حتى أن وسيلة الضرب للطالب انتهت قبل عشر سنوات وكان المعلم يفتخر بها ويعتبرها رمزاً لشخصيته ومكانته مما تسبب في هروب الكثير من الطلاب من المدارس بخلاف هذا العصر مع التربية الحديثة التي يشتاق الطالب، بل يتحسر إذا لم يذهب للمدرسة نتيجة المرغبات الموجودة فيها ووسائل الجذب.
السلوك المنحرف
@ يتهم البعض التربويين بأنهم أصحاب مسئولية لوجود انحرافات سلوكية في المجتمع.. في تصورك ما الوسائل التي تنهض بهذه التربية نحو إيجاد أرض خصبة من التربية الصحيحة؟
أهم ما يمكن أن يكون القدوة في المنزل والمدرسة فالأب عندما يكون صالحاً يخرج ابنا صالحا ولكن عندما يكون في المنزل (جرثومة) فاسدة أو ما يؤدي المنزل وظيفته المطلوبة لا نستطيع العمل في ذلك فهما مكملان أولاً بأول فعندما ترى المدرسة السلوك المنحرف على الطالب في تصرفاته فإن دورها يتجه لإبلاغ الأسرة والعكس كذلك.
مدير المدرسة يحل المشكلات
@ أثناء تكليفكم بإدارة المدرسة ماذا كانت طبيعة الانحرافات السلوكية لدى الطلاب؟ وكيف تم التعامل معها؟
هناك انحرافات سلوكية حتى في المعلمين لاسيما المتقاعدين فالبعض يتصور أنهم غير معرضين للأخطاء وأنهم مصلحون اجتماعيون ولكنني وجدت هناك مشرفاً اجتماعيا في سلوك منحرف يمازح بأسلوب غير تربوي واتخذت الإجراءات ضده وألغينا عقده والبعض نقوم بنقلهم إلى أماكن نائية وهم تحت الملاحظة أما السلوكيات التي تحدث لدى الأطفال فهي قد تكون مصدقة والأخرى فيها حساسية لاسيما أنني تعرضت لموقف مع ولي أمر طالب جاء للمدرسة ويحمل شكواه معه لوجود طالب اعتدى على ابنه يحمل "سكينا" في يده وعندما قمنا باستدعاء الطالب وجدناه يمازح الطالب بآلة حادة في مادة الرسم تستخدم فقد كان مدير المدرسة هو الذي يقوم بحل المشكلات. ويسانده في ذلك معلمون كبار في السن ويدخل هؤلاء في مجلس مصغر لحل القضايا المدرسية. أما الآن فقد حمل مدير المدرسة عنه الكثير لوجود مرشد طلابي ومراقب بخلاف ما كنا عليه لا يوجد إلا مدير ووكيل فقط.
مديرون عقاريون
@ ولكن على الرغم من وجود المميزات والصلاحيات لمديري المدارس إلا أنك تجد العزوف والرغبة في الإدارة من قبل المعلمين ما تعليقك على ذلك؟!
بالنسبة لمدير المدرسة استطاع أن يتوسع في إدارته بخلاف البعض من المديرين السابقين كان يدير مدرسة وهو في مكتب عقاري يبيع ويشتري ولا يحلو له الانشغال إلا في أثناء الدوام لأنه يعتمد على وكيل مدرسة أو معلم متعاقد يملك الخبرة ولكن الآن اختلف ذلك لوجود المتابعة أولاً بأول إضافة لوجود معلمين يشعرون بالمسئولية.
نحن أمام المسئولية
@ هل ترى أن الإدارة في المدرسة تحمل مواصفات معينة؟
للأسف هناك من يشعر بأنها وجاهة ولكن فيها الصعوبة في التقيد والمسئولية والأمانة أمام المسئولين والمعلمين والمجتمع.
اختلافات وآراء
@ يقال إن لك اختلافات في وجهات النظر مع زملائك ما صحة ذلك؟
الاختلاف لابد منه فهو من سنة الحياة فمشارب الناس ليست مثل البعض فقد تختلف من أعضاء إلى أعضاء أو أناس إلى أناس آخرين فهناك من يعيش في الصحراء ومن يعيش في البادية والمدينة.
لا أحد يصل للكمال
@ هل لديك القناعة التامة بما حققته وأنجزته طيلة فترة عملك؟
أنا غير راض، لأنه لا أحد يصل للكمال دائماً عندما يقرأ القرآن يبدأ بالبسملة كنت أذهب للمدارس الأخرى لاقتبس منها أي عمل جديد أو مطور في مجالات متعددة في الأنشطة.
النشاط له فوائده
@ الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية.. هل تراها ضرورة للطالب لتنمية قدراته أم أنها وسيلة ترفيهية؟
نعم لها تأثير وفائدة للطالب لكونها تقوم بتنمية قدراته.
المدارس المستأجرة غير صالحة
@ ولكن تفتقر بعض المدارس المستأجرة والمدارس الخاصة لممارسة هذه الأنشطة للطالب؟ ما رأيك حول ذلك؟
المدارس المستأجرة أراها غير صالحة تربوياً.
تكاليف مالية
@ نعم هذا رأيك؟ ولكن ما الحل في تصورك؟
هناك حلول كثيرة ولكن هي جذرية وتحتاج إلى تكاتف خاصة أنها تؤدي إلى تكلفة مالية للوزارة لاسيما أن الطالب لا يجد فيها المرافق الصحية والدراسية الجيدة لذلك تجد الطالب تختلف قدراته ومواهبه في المدرسة المستأجرة والحكومية الأخرى في مدارس أرامكو على سبيل المثال.. أما فيما يتعلق بالمدارس الخاصة فالبعض منها "تجاري بحت" لا توجد فيها ملاعب ولا يسمح بمزاولتها ويعيش الطالب في مبنى قديم لا يوجد فيه تكييف وأقلها تكون مثل المدارس الحكومية الموجودة النظيفة أن لم تكن أفضل منها، أما المدارس الحكومية التي بنتها ارامكو فلا يمكن أن نأخذ عليها مقياسا في كل شيء فهي مهيأة من كافة الجوانب والحاجات وابتداء من توفير القلم الى غرفة المدير.
معلم متعاقد يدير مدرسة
@ هل يتم تبادل الزيارات والخبرات بين مديري المدارس أثناء فترة عملكم؟
نعم توجد ونحن نستفيد من بعضنا ولذلك الجميع يعتمد على نفسه ولكن هناك مديرون يعتمدون على معلمين متعاقدين ذوي خبرات وامكانيات عالية وعندما لا يحضر هذا المعلم المتعاقد تشعر بان الادارة اختل توازنها.
القدوة الحسنة
@ إذن يوجد في المدارس وساطة مع مدير المدرسة ما تعليقك على ذلك؟
لا توجد واسطة وان وجدت تكشف نفسها مع مرور الوقت حتى لو وجد معلم يتغيب تتم محاسبته ولذلك نحن نقول دائما القدوة هي الوسيلة لضبط المدرسة فأنا عندما لا اتغيب عن المدرسة ولا أحقق نسبة للحصول على الإجازة الاضطرارية فالجميع سوف يقلدني في ذلك وحصل هذا معي شخصيا.
رغبتي التعليم
@ لو لم تكن مديرا للمدرسة ماذا كنت تتمنى؟
اتمنى أن أبقى معلما فهي فيها قناعاتي وراحتي النفسية وان كان فيها الجهد المضاعف الا أنها رغبتي ومحل اعتزازي.
لا أخطاء إملائية في الابتدائية
@ هناك رغبة في تطوير المناهج هل ترى ملامح هذا التطوير في تغير النوعية والأساليب التربوية لمفهوم طالب المستقبل؟
المناهج في السابق كان فيها طالب خريج في المرحلة الابتدائية يكتب خطابا دون أخطاء إملائية وفيها عبارات سلسة وليست ركيكة أما الآن هات لي في التوجيهي لا يعرف ان يكتب خطاب فأنا كان لدي معلم خريج من كلية الشريعة لا يعرف ان يكتب خطابا وبالتالي أرسلته لمدير التعليم وقلت له انظر الى هذه العينة التي تأتينا كيف بهذا المعلم أن يصلح ويشرح على كراسي الطالب وهل سيتعلم الطالب ويكرر خطأ المعلم فالمناهج انا أتصور أنها لابد أن تتغير خاصة وان هناك مناهج تحتاج الى تطوير وبعضها مطوره ويبقى هناك للمناهج من يؤدي ويقوم ويشرف عليها ولكن عندما تأتي بمنهج جديد ومدرس قديم لا يستفاد منها ولكن هات لي منهجا جديدا ومتعلما لهذا المنهج وبالتالي يؤدي له في النتيجة ولكن يبقى في ضياع الاثنين لا منهج قديم ولا منهج حديث اذا أنا أتصور أن تطوير المنهج مع تطوير المعلم فالجميع يكمل بعضه الاخر.
تطور كلي
@ وكيف ترى تطبيق نظام الجودة في السلك التعليمي كما هو موجود حاليا في بعض المدارس؟
هذا يعتبر تطورا كليا ونتمنى الاستمرار فيه لأنه سيعود بالنفع لابنائنا الطلاب.وبالتالي يلغي(الدكتاتورية) من مدير المدرسة والإدارة التسلطية حتى ان البعض من مديري المدارس لا يريدون السلام على المعلمين فهم ينتظرون المعلم هو الذي يبدأ السلام ولذلك يتطلب أن يكون من المدير الناجح في الإدارة الحديثة التعامل مع المعلمين بأساليب حديثة ومتطورة خاصة وان هناك معلمين معقدين نفسيا والبعض يتخاصم مع زوجته والبعض يختلف مع آخر ولكن التعامل الحديث أن تستطيع كسب المعلم في صفه والتقارب معه في هذا الحقل التربوي الذي يعمل على الفريق الواحد المتكامل وليس على إدارة واحدة مركزية.
الرأي الواحد
@ بماذا يمثل لك رأي الآخرين ومشورتهم؟
دائما ما استمد الرأي من زملائي واقوم بدراسة أي موضوع لأن ما يأتي بالراي الأوحد تكون نتائجه وخيمة.
غير معصوم
@ هل جربت الخطأ؟
الإنسان غير معصوم من الخطأ.
صفة الإبداع
@ رموز الفكر والإبداع .. هل لها مراحل اكتشافات محددة بالزمن ام أنها تلاشت مع اظهار التقنية الحديثة؟
الفكر والإبداع ليس في الناس كافة ولكن هناك أناس يملكون هذه الصفة ويستطيعون التعامل معها وهناك اناس لا يؤيدون الفكر ولا الإبداع.
لا التفت الى الخصوم
@ هناك من ينجح .. وهناك من يرمي ثمرة نجاح غيره .. هل تعرضت لهذا الموقف في حياتك؟
قد يحصل ولكن لا التفت اليه نهائيا.
مشكلات كثيرة
@ عندما يتأمل الانسان نفسه يجد جملة من التعقيدات هل واجهتك صعوبات في الحياة؟
كثيرا منها مرضي أنا ووفاة ابنتي وغيرها ولكن هذا قدر الله وما شاء فعل ولله الحمد.
بناء الوطن
@ كيف ترى الدور الثقافي للمرأة في المجتمع؟
بلا شك أنها تمارس دورها في التربية وبناء الوطن.
السفر والرياضة
@ هل تفضل السفر؟
كان سابقا
@ ما أبرز هواياتك؟
الرياضة
انماط من الحياة
@ كيف ترى اهتمامات الشباب بالانترنت والقنوات الفضائية وما هو مدى تأثيرها عليهم؟
هي في المجتمع ولا يمكن أن تتلاشى , لأنها أصبحت جزءا من نمط الحياة.
حسن الختام
@ بماذا تفكر الآن؟
في حسن الختام.
أشكركم
@ ونحن نختتم معك هذا الحوار ما كلمتك الأخيرة؟
أشكركم واتمنى لهذه الجريدة التميز والتألق.
الضيف يتجاذب الحديث مع بعض اولياء امور الطلاب
الضيف على يساره سعد الهويمل وعلى يمينه رضوان في زيارة للاحساء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.