أثبتت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أن المجتمع الإسرائيلي اختار العنصرية والاحتلال بدل المفاوضات والسلام مع الفلسطينيين بعد الفوز الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات. إسرائيل العنصرية اختارت طريق العنصرية والاحتلال والاستيطان، اختارت طريق الدم والقتل والعنف والإرهاب المنظم الذي يمارسه جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني الذي يطالب بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، إن شعب إسرائيل اليوم اختار العنصرية ولم يختر السلام، وبذلك يكون قد أصدر شهادة وفاة لعملية السلام وإنهاء اتفاقيات السلام كلها التي وقعتها بعض الدول العربية مثل الأردن ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية. للأسف فإن الإسرائيليين غير مؤهلين للسلام، والانتخابات الإسرائيلية تعيد إنتاج ائتلاف يميني برئاسة نتنياهو، الذي يعمل ضد العرب وضد مسيرة السلام بالمنطقة حيث لم تشهد مسيرة السلام أي تقدم يذكر في عهده. إن قدر شعبنا الفلسطيني أن يعيش في حالة عدم وجود شريك حقيقي للسلام، وأن يدفع ثمن الاحتلال وعدم العيش بحرية وتقرير المصير . وبالتأكيد سيكون نتائج الانتخابات على الشعب الفلسطيني لها انعكاسات واضحة. والسؤال الأهم.. ما هي توجهات القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وهل لنا أن نبقى أسيرين لموقف نتنياهو الذي جربناه طيلة السنوات الماضية ولم يمنحنا أي شيء من حقوقنا.. إن هناك ملفات مهمة بات من الضروري فتحها بعد هذا التحول في الموقف الإسرائيلي وأن تكون رسالتنا الفلسطينية وموقفنا هو وحدة شعبنا ومصيرنا وعدم الانجرار تجاه مواقف ترفض الحق الفلسطيني. فبعد حروب غزة واتفاقيات الهدنة المبرمة مع الاحتلال الإسرائيلي والتي لم تجلب لشعبنا أي شيء وأي نتائج، دعونا نعيد إنتاج مقاومة حقيقية ووحدة موقف فلسطيني وطني من أجل حماية شعبنا بعيدا عن الشعارات الزائفة. إننا أمام استحقاقات جديدة وليس أمام مرحلة وهم ممكن أن نعيش بها، فالمرحلة تتطلب تحقيق طموحات شعبنا وفرض واقع جديد لإنتاج ظروف تفرض على الاحتلال التعاطي مع الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. إن إعلان نتنياهو رفض قيام دولة فلسطينية، وتباري الأحزاب الإسرائيلية في مزايدات التوسع الاستيطاني وعدم منح الفلسطينيين أي شيء ، إنما تظهر درجة الانحطاط العنصري الإسرائيلي الذي جعل من النظام الإسرائيلي نظاما إرهابيا يدعم ويمارس الإرهاب وهو الأسوأ في تاريخ البشرية. واليوم بات من المهم أيضا تفعيل كل القرارات الصادرة عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وخاصة قرار وقف التنسيق الأمني والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائم الاستيطان والعدوان على قطاع غزة وهذا العمل لا يمكن أن يكون أو ينجح في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني حيث بات أولوية أولى لدى القيادة إنهاء الانقسام بين الضفة وغزة والخلاف بين «حماس» و «فتح» وبقية الفصائل..