تكاد تعقد لسان قارئ قاسم حداد الدهشة، فمنذ مزق أوراقه أمام الليل واجتاز عوائق القبيلة ونصوصه تتراكض أيائل نحو الماء وأشعاره ثملة بروح التجديد، لغة قاسم ابن اللغة وأبوها، لغة معجمية مرنة وصوته محرض للغزلان أن تتبعه دون حذر من التهلكة، مواسم الكتابة عند ابن الوردة مواسم خلوة طويلة وصمت حزين لتتوالى مخرجات الخلوات أبياتا ليست كالأبيات، وفي إصداره الأخير عن دار مسعى يصافح عيون قراءه ومريديه بكتاب (أيها الفحم يا سيدي) وهي كتابات نثرية مشعرنة ضمن مشروع دفاتر فانست فان غوخ بدأ بكتاب العزلة صاعدا نحو ليل تزخرفه زخات الثلج الناعم، ثم يصعد أكثر ليهب الريح الكثير من الأجنحة ولأنه كان يعرف يبرر لنا لماذا لم يكن يسأل، ومن خلال أكثر من مائة عنوان يرسم ملامح أبجدية الكائنات من الطين والنار والفحم ويغسل ببسمات البحر حزن البيوت وبفوضى الليل عتمة النهار، قاسم حداد كاتب محترف وفاتن كما يصفه رفيق دربه ومسيرته أمين صالح.