تمكنت ميليشيات الانقلاب الحوثي أمس، السيطرة على بعض الأماكن الاستراتيجية في مدينة تعز بينها المطار، المجمع القضائي، والسجن المركزي، واستحدث عناصرها نقاط تفتيش موسعين من انتشارهم في عدد من الشوارع الرئيسة، لممارسة أعمالهم العدوانية بإطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع على المسيرات الحاشدة الرافضة لوجودهم. وكشف مصدر يمني مسؤول ل«عكاظ»، أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من رسم سيناريوهات دخول الحوثيين إلى تعز قبل ثلاثة أسابيع بخطوات مكشوفة تمثلت في اجتماعه بمجاميع شبابية من أبناء المحافظة، وعقده لقاءات جماعية ومنفردة مع مسؤولي حزب المؤتمر في المحافظات اليمنية، ظاهرها التأكيد على ضبط النفس والمحافظة على أمن واستقرار اليمن، وباطنها التهيئة لاقتحام الحوثيين لهذه المحافظات واحدة تلو الأخرى. واستغرب المصدر عدم تنبه محافظ تعز والسلطة المحلية لتحركات علي صالح، التي بدأت من المحافظة وعن طريق مسؤول الحزب الذي عقد اجتماعا مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، طمأن من خلاله «كذبا» الأهالي بأن تعز ستبقى في مأمن من الفوضى والخراب. وأوضح أنه سبق اجتياح الحوثيين كلمة للرئيس السابق، أعلن خلالها أن تعز أبية بأبنائها الأوفياء، ورجالها الذين نذروا أنفسهم لخدمة اليمن اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، مؤكدا لكل من التقاهم أن اجتياحها من قبل خط أحمر. وأشار المصدر إلى أن هذه الكلمات كانت رسالة مكر وخداع تعود عليها الشعب اليمني، محملا صالح وحزبه تداعيات المرحلة المستقبلية التي يتوقع أن تقود اليمن إلى حرب أهلية سيكون صالح وحزبه الخاسر الأول فيها.