دعا زعيم ميليشيات جماعة الحوثي الى انتقال سريع للسلطة وإلى اجتماع يوم الجمعة المقبل في العاصمة اليمنية صنعاء لمراجعة "الوضع الداخلي" في اليمن واتخاذ قرارات "تاريخية". ووصف عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة مساء امس استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته، ب"الخطوة الشاذة" وانها كانت "مناورة سياسية تهدف الى الابتزاز" مطالبا بانتقال سريع للسلطة واستمرار العملية السياسية، واستكمال استحقاقات العملية الانتقالية. وانتقد الحوثي في خطابه ما يجري في الجنوب من "تحركات لإعلان الانفصال" وكذا ما يجري في تعز من تظاهرات حاشدة ضد انقلابهم، علاوة على ما يجري في مأرب. وقال الحوثي التي تسيطر جماعته المدعومة من قبل الرئيس السابق على مقاليد السلطة، ان "بعض القوى تستأثر بالقرار السياسي في البلاد" وعلى القوى السياسية أن تتحمل مسؤولية الفوضى، في اشارة منه الى الاحداث التي تشهدها العاصمة والمحافظات من مظاهرات شبابية منددة بالانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي، وانقلابها على الشرعية الدستورية واسقاط مؤسسات الدولة وحصار الرئيس والوزراء ووضعهم تحت الاقامة الجبرية إضافة إلى إعلان بعض المدن اليمنية قطع تواصلها مع العاصمة صنعاء، وعدم تلقي أي أوامر او توجيهات منها. وحذّر الحوثي القوى الاقليمية والدولية من اثارة الفوضى والدفع بالبلد نحو الانهيار سيكون له عواقب كبيرة على المنطقة حسب قوله. وفيما قال أن المشاورات مع الاحزاب السياسية لاتزال مستمرة برعاية مبعوث الاممالمتحدة جمال بنعمر، الا انه دعا الى اجتماع لشيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية والعلماء لمناقشة ما اسماه الوضع الداخلي على الصعيد الامني والسياسي، مشيرا الى ان اللقاء الذي سيعقد الجمعة بصنعاء سيكون "كبيراً واستثنائياً" وسيتمخض عن "قرارات استثنائية وتاريخية"، حسب قوله. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر قد عقد لقاءً مساء أمس مع ممثلي الأحزاب والمكونات السياسية وجماعة الحوثي لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة الراهنة، بعد استقالة الرئيس والحكومة عقب سيطرة الحوثيين على القصر الرئاسي ومحاصرة الرئيس في منزله. وذكر احد المشاركين في اللقاء ل"الرياض" ان الاجتماع كرس للاستماع لرؤى الأحزاب والمكونات، اذ تم الاستماع فقط الى الرؤية المقدمة من حزب العدالة والبناء والتي أكدت على ضرورة عودة الرئيس والحكومة وفق شروط. ومن المقرر ان يستمع الحاضرون الى رؤى قوى اخرى منها الحوثيين واللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام. إلى ذلك أطلقت جماعة الحوثي سراح مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد عوض بن مبارك. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية ل"الرياض" ان الحوثيين اطلقوا سراح بن مبارك وتم تسليمه الى شيوخ قبائل محافظة شبوة التي ينتمي اليها. وكانت الجماعة تراجعت في وقت سابق مساء امس عن إطلاق سراح بن مبارك بعد اشتراطها إبعاده من البلاد. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية ل"الرياض" إن الحوثيين اشترطوا على زعماء قبليين من شبوة - التي ينحدر منها بن مبارك - واخرين في المفاوضات ضمانة أن يغادر بن مبارك البلاد فوراً. وأضاف ان الجماعة تشترط ايضا ابعاد مسؤولين اخرين. وكان بن مبارك اشترط اعتذار الجماعة له علناً. واختطف مسلحو جماعة الحوثيين في السابع عشر من يناير بن مبارك، وبرر ذلك بأنها "خطوة اضطرارية" لقطع الطريق أمام "أي محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة". وعمدت جماعة الحوثيين إلى فرض مطالبها بالقوة وتحت تهديد السلاح. مرتزق من مليشيات الحوثي يفحص المركبات في أحد شوارع صنعاء (رويترز) يمني يلوح بعلم اليمن الجنوبي بعدن (أ ف ب)