حلم الكاتب أو الكاتبة هو التقدير بعد إنجاز عمل إبداعي أو فكري وهذا حق مشروع للجميع، ولكن أن يتحول هذا الحق إلى فوضى وعشوائية تخلط الإبداع الحقيقي بغيره ويعزف الكاتب الحقيقي عن توقيع كتابه لأن ما يعرض على تلك المنصات من كتب لايرقى أن يكون إبداعا أو كتابة رصينة أو حتى ما يمكن أن نقول إنها كتابة في بدايات خطواتها التجريبية، ولكن للأسف هذا ما يحدث !. منصة التوقيعات في معرض الرياض الدولي للكتاب هي الحلقة الأضعف في منظومة عمل وطني مشرف ومتميز، يحمل رؤية حقيقية نحو العالم الأول، ولكن وجود مثل هذه الكتب تخل بالمستوى الثقافي العام للمعرض، فما هي المعايير التي وضعتها لجنة المعرض لاختيار الكتب لمنصة التوقيعات؟ لماذا هذا العدد الهائل من التوقيعات ؟ هل كل كتاب جدير بأن يكون على منصة التوقيعات؟ أيكفي فقط أن يسجل الكاتب أو الكاتبة اسمه على موقع المعرض ويحظى بشرف المنصة؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات لنرتقي بمنصة التوقيعات لتكون حدثا ثقافيا مميزا يضاف للفعاليات الرائعة في معرض الرياض الدولي للكتاب. معارض الكتب العربية أو العالمية لايرقى الكتاب لمنصة التوقيعات إلا بعد أن يكون قد حقق نسبة مبيعات كبيرة ويكون الكاتب أو الكاتبة من الأسماء المهمة في العمل الثقافي لأن التوقيع لوحده ليس الهدف وإنما الهدف هو اللقاء مع الكاتب وعرض تجربته الكتابية والحوار حول الكتاب، ولكن ما يحدث في معرض الرياض الدولي للكتاب هو ساعة واحدة يجلس فيها الكاتب أو الكاتبة على المنصة وحولهم الأصدقاء مع باقات الورد والفلاشات ثم النزول من المنصة للبدء في جولة أخرى مع باقات وفلاشات! هذا الحفل الاستعراضي لايليق بمحفل ثقافي في حجم معرض الرياض الدولي للكتاب ، لابد من وجود لجنة تضاف للجان المعرض مهمتها وضع معايير لاختيار الكتب التي ستظهر على المنصة. تواجد عدد كبير من الرموز الثقافية العربية والسعودية في المعرض وعدم الاستفادة منهم خسارة كبيرة، تجد الكاتب أو المثقف يجلس في دار النشر لكتبه، لا أحد يعلم بوجوده أو حتى يستفيد من لقائه وحواره، وهناك على المنصة من يبدأ خطوات متعثرة ولايستطيع أن يتحدث عن تجربته الكتابية إلا بابتسامات خجولة ! ما يحدث مفارقة من مفارقات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أثبت للجميع أن الإنسان السعودي بعمله وإدارته هو الرقم الأصعب في معادلة التنمية.