تفتقر العديد من مدارس محافظة الطائف أبسط مقومات السلامة في الملاعب الرياضية المدرسية، حيث شهدت الفترة القليلة الماضية عددا من الحوادث في هذا الشأن نتيجة إهمال هذا الملف، ما يستوجب دق ناقوس الخطر حفاظا على الطلاب في المنطقة وكافة مناطق ومحافظات المملكة. وخلال جولة «عكاظ» على عدد من المدارس لوحظ أن العديد من المدارس قد أهملت هذا الملف تماما نتيجة نقص دعم إدارات التعليم بتشييد أرضيات ملاعب رياضية بمواصفات زراعية أو صناعية، وتناست أن الطلاب يعتبرون الحصة الرياضية من أهم المواد المحببة إلى نفوسهم لمزاولة كرة القدم على وجه الخصوص، فيما تتسم هذه الملاعب بأرضيات صلبة من البلاط ما تتسبب في وقوع حالات الإصابة وربما الوفيات إضافة إلى عدم ثبات وتهالك القوائم والعوارض التي تهدد حياة الطلاب بسقوطها في أية لحظة. ويرى عدد من أهالي الطائف أن المدارس رضخت للأمر الواقع واعتمدت هذه الأرضيات رغم ما تحمله من خطورة على الطلاب، وذلك لانعدام الأراضي المجهزة والمجاورة للمدارس، كما أن فناء المدرسة لا يتسع لإنشاء ملعب رياضي، فيما البعض الآخر منها جعل فكرة الصالات الرياضية هي البديلة، بجلب ألعاب إلكترونية أو كرة تنس الطاولة، ولكن نجاحها كان محدودا واصطدم برفض الطلاب لها ورغبتهم الجامحة في مزاولة الرياضة المفضلة ألا وهي كرة القدم. وبين ل «عكاظ» المواطن سلمان الطلحي أن ملاعب المدارس خصوصا منها الابتدائية ليست مهيأة للعب الطلاب بها، وهي لم توضع إلا من أجل الاصطفاف للطابور الصباحي، مضيفاً أن حالتي الوفاة التي وقعت في الفترة الأخيرة والإصابات، كشفت عن القصور الواضح في هذا الجانب، مناشدا الجهات المعنية بمتابعة الملاعب وإعادة تهيئتها وفق إجراءات الأمن والسلامة التي تحمي الطلاب والطالبات. وطالب الطلحي الوزارة باستحداث ملاعب ذات مواصفات قياسية من الميزانيات الكبيرة التي توفرها الدولة، وليست عاجزة عن تلافي السلبيات الموجودة في معظم المدارس، لافتاً إلى أن البعض من المدارس في القرى والهجر لا يزال يمارسون حصة الرياضة في خارج المدرسة أو على ملاعب ترابية ترفع معدلات الإصابة. وفي هذا الشأن كشف ل «عكاظ» مصدر مطلع بوزارة التعليم أنه بشأن احتياطات الأمن والسلامة في المدارس، وحرصا من وزارة التعليم على تطبيق أفضل معايير السلامة للحفاظ على أرواح الطلاب والطالبات، لوحظ بالفعل وقوع عدد من الحوادث والإصابات في الملاعب المدرسية أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية أدت في بعض الأحيان إلى حدوث وفيات، مضيفا أن الوزارة أكدت على إدارة الأمن والسلامة المدرسية في المناطق والمحافظات بالتنسيق مع الإشراف التربوي في تخصص التربية البدنية وإدارة المباني بتنفيذ جولات تفتيشية على الملاعب الرياضية للتأكد من سلامة القوائم والعوارض في تلك الملاعب وكافة الأجهزة الرياضية الأخرى، بالإضافة إلى حث مديري المدارس على القيام بالمتابعة الشخصية لأوضاع الملاعب بمدارسهم والرفع بالملاحظات والحرص على تعبئة استمارة برنامج السلامة في برنامج نور. ولفت المصدر ذاته إلى أن معلمي التربية البدنية لهم دور كذلك في متابعة الطلاب أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية وعدم تركهم بدون إشراف، بالإضافة إلى تفعيل نظام البلاغات الخاص بالمدارس الذي يتم من خلاله التبليغ عن مكامن الخلل والخطر بها، والموجود في موقع الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية بالوزارة.