في جولة «عكاظ»، في آخر أيام معرض الرياض الدولي للكتاب، كشف عدد كبير من زوار المعرض عن أن أسعار الكتب في هذا العام مبالغ فيها بشكل كبير في معظم دور النشر، مستغربين غياب منظمي المعرض عن تجاوز بعض دور النشر في أسعار الكتب التي أكدوا أنها من المفترض أن تخضع لمعايير ومقاييس علمية بعيدا عن اجتهادات دار النشر التي تسعى بالطبع إلى الربح المادي في المقام الأول، وفي المقابل أكد عدد من ملاك دور النشر أن هناك تكرارا واضحا لأسماء دور النشر، ما يكشف التلاعب الواضح بأسماء وهمية لغرض تسويق بعض الكتب في ظل شبه غياب للجان المشرفة على المعرض. مجموعة من طالبات دار الإيمان لتحفيظ القرآن يؤكدن أن نظام العرض جيد وترتيب الدور مناسب، ما يجعل المتسوق في المعرض يرتاح أثناء التجول، لكن الشيء المقلق هو الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، ونحن نطالب الوزارة بالرقابة على الدور لمنعها من استغلال مرتادي المعرض. وتقول هادية القحطاني (معيدة في جامعة الملك فيصل): المعرض وفيه العديد من الكتب التي تفيد الدارس والباحث لم تكن موجودة في مكتباتنا، ولكن المأخذ الوحيد هو الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، والتي اعتبرها مبالغا فيها جدا، مقارنة بالسنوات الماضية. وتقول يسرى محمد العجمي إن الأسعار مبالغ فيها ومدبلة للضعف، ما يعرضنا للاستغلال، ونرجو أن تكون الرقابة أكبر مما هي عليه الآن. في المقابل، يقول صاحب الدار العالمية للكتاب الإسلامي محمد التويجري وأحمد أبو الذهب إن توزيع الدور غير منظم، فمثلا دار مثل دارنا يجب أن تكون قريبة من ضيف الشرف بحكم أن زوارها جميعا من غير الناطقين بالعربية، وحتى يتسنى لهم أن يتمكنوا من اقتناء الكتب المناسبة لهم وحتى يعرفوا أن هناك دارا سعودية تعتني بمثل هذه الطباعة، وأضاف أن من الملاحظات التي أزعجت أصحاب الدور الكبيرة ما حدث هذه السنة، حيث إن بعض الدور أتت بأسماء مستعارة ليس لها أصل أو تواجد في بلادها، فمثلا اسم الدار العالمية للكتاب الإسلامي وجدت خمس دور تحت هذا المسمى، لم يكن لهم وجود، ما أثبت أنها دور تعمل عمل السوبرماركت، ما يخالف نظام المعارض الدولية، وقال إن النظام الأساسي أن يكون المشارك من الدور بكتبه فقط ومن يشارك بغير كتبه يكون هناك توكيل رسمي لديه تطلع عليه الدولة المضيفة وتبعث قوائم بالمشاركين للتأكد من صحة ملكيتهم ونظام مشاركتهم، وهذا ما غاب هذا العام عن التنظيم في المعرض مما يظهر عدم المتابعة والتدقيق. وقال التويجري إن النظام في المعارض الدولية يكون لها هدف معين، فهو فرصة ليلتقي فيها العاملون في صناعة النشر ولا يدخل للمعرض من دخل في هذه الصناعة عدا آخر يوم يكون للجمهور. أما في وطننا العربي فقد جعلوها فرصة لتسويق الكتاب والبيع، ما يجعلنا نعيد النظر في الموضوع، كما طالب أصحاب المعرض بأن يكون هناك إنترنت ومكاتب استعلام في المعرض، حيث إن الأجهزة غالبيتها معطلة. كما وافق صاحب دار الجيل على ما ذكر من وجود غش ودور وهمية تحت أسماء مستعارة، هناك دور بلا دار بغرض البيع والتسويق، وهذا يحتاج إلى رقابة أكثر. كما أكد صاحب مؤسسة الوراق حسن صالح إسماعيل رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب للنشر والتوزيع أن الرقابة هذه السنة ضعيفة، كما أن توزيع الدور غير سليم، فقد وضعت دور نشر علمية مع جناح الأطفال. وعن الدور الوهمية قال: في السنوات الماضية كانت وزارة الثقافة والإعلام تبعث قوائم بأسماء الدور المشاركة في معرض الكتاب للاتحادات الإقليمية للتأكد من دور النشر، وفي هذه السنة لم تأتنا أي قوائم، وقال: يجب أن نتفادى مثل هذه الأخطاء التي لا تليق بمعرض مثل معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعتبر من أفضل المعارض عالميا.