لا أحد يختلف على خطر التنظيم الارهابي «داعش» وما يتفرع عنه أو يتصل به، ولا أحد يريد الأمن والاستقرار في المجتمعات والدول إلا ويؤيد مواجهة هذا الخطر والقضاء عليه وتخليص المنطقة والعالم من شروره وما قد يجره من قلاقل واضطرابات تنشر الفوضى والخراب في الأوطان. ولهذا تشكل تحالف دولي لمحاربة هذا التنظيم وفكره، وقد شاركت دول مجلس التعاون الخليجي في هذا التحالف إيمانا منها بضرورة العمل المشترك لمواجهة أخطار الإرهاب والتطرف. ولإيجاد بيئة سياسية تساعد على النجاح حدثت تغييرات في الحكومة العراقية بخروج رئيس الوزراء نوري المالكي الذي فتت العراق وزرع الكراهية والشك والخوف بين أبناء الوطن الواحد بسياسته الطائفية الإقصائية. وكانت الخطوات الدولية في مواجهة الإرهاب تلقى دعم وتفهم كل محبي العراق الراغبين في استقراره وأمنه ووحدة أراضيه وفق اختيار أهله من جميع الأطياف، لكن غير المبرر ولا المقبول هو ما يجري اليوم في عراق العروبة والإسلام والحضارة تحت مظلة محاربة الإرهاب. ليس مقبولا ولا مبررا أن تستهدف العروبة ومن ينتمي إليها في العراق، وليس من مصلحة العراق ولا أمن الإقليم أن تعمق الفرقة بين أهل العراق ويسلم أمره لمن يريد الانتقام من أخطاء الماضي. ليس خافيا التعاون الوثيق بين حكومة العبادي وإيران من خلال المساعدات والتداخل الكبير، وكان هذا مقبولا من الكثيرين في إطار المصالح الحيوية لإيران، لكن غير المقبول هو تسلم الإيرانيين قيادة الجيش العراقي وإدارة الميليشيات الحزبية الشيعية، من إيرانيين وأفغان ولبنانيين، لتدمير المدن العربية وتشريد أهلها تحت قيادة من يقول إن إيران تعيد مجدها في عاصمتها بغداد!!. هذه السياسة الطائفية ستدمر العراق وستشعل المنطقة وتدخلها نفقا مجهول النهاية، فهل يفيق المغامرون من سكرة القوة ليدركوا أن العراق كان عربيا وسيبقى عربيا؟.