كشف ل(عكاظ) التشكيلي فيصل الخديدي مدير ندوة (الشباب والفنون دعوة للتعايش)، التي أقيمت البارحة الأولى ضمن النشاط الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أن المعترضين على بعض الطرح الوارد في الندوة لم يقطعوا المحاضرة، وإنما صعودهم للمنصة جاء بعد اختتام الندوة، واقتصر اعتراضهم على محاولة مناقشة المحاضرين كونهم لم تتح لهم فرصة المداخلات، مرجعا ذلك إلى عدم كتابتهم على الورق المخصص لطلب المداخلات. ووصف المعترضين بالشباب المتحمس لأفكاره، ومؤكدا عدم تطاولهم بأي لفظ خارج عن الأدب أو مد اليد، مبديا تحفظه على نقل الخبر من البعض على أنه حدث مثير يستحق كل تلك المساحات كونه لم يقع أي إشكال عدا أن البعض حاول التعبير عن وجهة نظره مباشرة مع المحاضرين ومقدم الندوة بعد انتهاء وقت المحاضرة تماما. فيما نفى أستاذ الأدب والنقد بجامعة اليمامة الدكتور معجب الزهراني وقوع أي تطاول عليه أو على زملائه في الندوة، موضحا ل(عكاظ) أن توصيفه لما يحدث من إزالة وهدم للآثار في العراق والشام بالجريمة في حق البشرية أثار ردة فعل كلامية من بعض حضور الندوة، مشيراً إلى أن هناك اختلاط مفاهيم وهناك ثقافة مجتمعية تنظر للفنون بريبة وسوء ظن وتنفي عنها الجمالية وترتكب جناية على التاريخ والذاكرة البشرية كون الآثار ليست ملكا خاصا لمجتمع ما ولا لجيل بعينه، مؤكداً أن بعض حضور محاضرته التبس الأمر عليهم حين ظنوا أن الحديث عن الآثار إشادة بالأصنام، لافتاً إلى أن بعض الحضور انفعل بمجرد حديثه عن (داعش) وما تعرضت له آثار بعض الدول العربية من تدمير، ما جعل أحد الحضور يعترض بدعوى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حطم الأصنام عند دخوله مكةالمكرمة، وأضاف المعترض أن تحطيم هذه الآثار واجب على كل مسلم، فاستثار بعض الحاضرين المتعاطفين معه ما ألزم الزهراني بتوضيح الفرق بين الأصنام والآثار، لينتهي النقاش بإقامة أحدهم للصلاة وأدى الجميع صلاة العشاء، وأبان الزهراني أن النقاش استمر بعد الصلاة بودية وخرج الجميع من صالة المحاضرات أحبابا دون أي تطاول باليد أو اللسان، مبديا سعادته بالحوار مع المختلف والمغاير طالما أنه لم يخرج عن أدب الحوار، داعيا إلى التفاعل الحضاري بعيدا عن الانفعالات والتشنجات التي يمكن أن توقع المسلم في مخالفة شرعية أو نظامية أو قانونية. واعتبر الناقد الأدبي الدكتور معجب الزهراني، في ورقته في الندوة، أن هناك ضرورة لقبول الاختلاف مع الآخر والتعايش معه، موضحا أننا بحاجة إلى التذكير ب(البديهيات) في الحياة على وجه العموم، لنستطيع التعامل وفقها، مؤكدا أن التعايش وفق منطق العدل هو المأمول والحاجة المجتمعية تدعو إليه. فيما اعتبر مستشار وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور صالح النصار أن لرجال الأعمال دورا مهما في خدمة الفنون لشريحة الشباب، بدعم جمعيات الفنون، وتشجيع التبادل الفني والثقافي مع الدول الأخرى، وإطلاعهم على الثقافات الأخرى. أما مستشار منظمة التعاون الإسلامي الدكتور أبوبكر باقادر فأوضح أن مفهوم التعايش إقرار باختلاف الآخر، وأن الاختلاف بحد ذاته إثراء، وهو ما يدعونا لقبول الطرف الآخر فعليا، مشيرا إلى أن دمج التعايش مع الآخر من خلال الفنون يعزز دعوة قبول الآخرين دون وصاية.