أكد ل«عكاظ» وكيل وزارة الزراعة للأبحاث المهندس جابر الشهري، أن هناك تنسيقا مستمرا وجهودا كبيرة بين الزراعة والصحة للحد من انتشار (كورونا) وتوعية أفراد المجتمع وخصوصا ملاك الإبل والمربين والرعاة والمخالطين، بضرورة توخي الحيطة والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل واتخاذ الإجراءات الصحية، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها وزارة الصحة وجود الفايروس الشرس (كورونا) في الجهاز التنفسي للإبل. وأشار إلى أن عدم تجاوب «الرعاة» مع برامج التوعية الصحية وهو الأمر الذي قد يعرضهم - لا سمح الله - إلى الإصابة بكورونا من الإبل الحاضنة للفيروس، يرجع إلى تدني المستوى التعليمي، موضحا أن إيصال المعلومة لأفراد هذه الفئة وإقناعهم يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، فليس من السهل تغيير مفاهيم عديدة ترسخت في أذهانهم منذ سنوات طويلة، وهذا الأمر لا يشكل عيبا في المتلقي أو في الجهاز أو الجهات القائمة بدور التوعية، فهذا هو مجتمعنا ولابد علينا أن نبذل الكثير من الجهد في هذا الجانب، وهو أمر طبيعي ترى الوزارة أنه يمكن تجاوزه، وبإذن الله مع الزمن ستتغير الكثير من المفاهيم السائدة لديهم. ولفت إلى أن الزراعة لا تمنع الناس من التعامل مع الإبل ولكن تطالب بالحيطة والحذر والالتزام بالإرشادات والنصائح ومنها عدم تناول لحوم وحليب الإبل دون معاملتها حراريا بالطهي الجيد للحوم وغلي الحليب قبل تناوله وارتداء كمامات تنفسية واقية عند التعامل مع الإبل، وضرورة تطهير اليدين قبل وبعد ملامسة الإبل وارتداء قفازات واقية وبالأخص في حالات الولادة والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة بالطرق الصحية، داعيا رعاة الإبل إلى ارتداء زي معين لاستعماله داخل حظائر الإبل وعدم الخروج به. كما تحث الوزارة ملاك الإبل على تشجيع الرعاة وتحفيزهم على تقبل الإرشادات والالتزام بها والتعاون مع الفرق البيطرية في تنفيذ مهامها العلاجية والوقائية. وحول عدم إصابة الإبل كما هو الحال عند البشر، بكورونا، قال: الجمال تتمتع بمناعة قوية جدا وبالتالي ليس شرطا أن تظهر عليها الأعراض المرضية، نظرا للمناعة المرتفعة لديها، كما أن الكثير من الرعاة قد لا يتعرضون للمرض لاكتسابهم المناعة من خلال تعاملهم الطويل مع الإبل، ولكن هذا لا يبرر تساهل أو تهاون العاملين بالحظائر في تطبيق أساليب الوقاية؛ لأن التعرض لأي فيروس وليس شرطا كورونا، أمر وارد في ظل شراسة الفيروسات بجانب ثبوت انتقال بعضها من الحيوان إلى البشر. وعن إغلاق الحظائر المخالفة، أوضح: الحظائر داخل النطاق العمراني من اختصاص الأمانات، وهي قائمة بجهودها في هذا الجانب، وسبق أن أغلقت الكثير من الحظائر المخالفة، وجولاتها التفتيشية مستمرة لرصد المخالفات، والهدف هنا معالجة السلبيات، فنحن لسنا ضد تربية الإبل بل نشجع الرعاة ولكن لابد أن تسير الأمور بطريقة صحيحة وخصوصا نحن الآن أمام مرض يشكل تحديا كبيرا ويهدد صحة البشر. واختتم المهندس جابر الشهري حديثه ل«عكاظ» مفيدا بأن الزراعة خصصت الرقم المجاني (8002470000) لإبلاغ أقرب فرع زراعي أو وحدة بيطرية في حال ظهور أي أعراض مرضية في الإبل أو المواشي.