تشارك القطاعات الصحية في المملكة المجتمع الدولي، الجمعة المقبلة، في اليوم العالمي للنوم، وذلك كمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظمها «الرابطة العالمية لطب النوم»، ومشاركة معظم دول العالم بفعاليات تهدف لزيادة الوعي بارتباط النوم الصحي بنمط الحياة والتأثير السلبي لاضطراباته المختلفة كالأرق، على نوعية المعيشة والصحة النفسية والبدنية. ورفعت الرابطة العالمية لطب النوم هذا العام شعار «النوم السليم .. يعزز الصحة والسعادة» للترويج لليوم العالمي للنوم للدلالة على ضرورة الاهتمام بتشخيص وعلاج أي أعراض ترتبط بقلة أو رداءة النوم كالأرق المزمن؛ لتسببها في ظهور وتدهور بعض الأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب والشرايين والسكري والسمنة المفرطة، واضطرابات المزاج والشهية والسلوك وزيادة النعاس أثناء النهار، إضافة إلى ارتفاع خطر التعرض لحوادث السيارات، وإضافة إلى تعزيز الحياة الصحية يرتبط النوم السليم بزيادة الشعور بالسعادة والثقة في النفس وارتفاع الأداء العملي، والتحفيز على جودة العمل وتجنب أعراض التوتر والقلق والاكتئاب والمشكلات الزوجية. وبهذه المناسبة، ينظم مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بإشراف الدكتور سراج عمر ولي أستاذ مشارك الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، فعاليات اليوم العالمي، يوم الخميس المقبل، بقاعة محاضرات ومدخل المستشفى الرئيسي، المتضمنة يوما مفتوحا بمحاضرات ومناقشات وأفلام توعوية عامة باللغة العربية حول النوم واضطراباته، ومشاركة عدد من الدعاة والإعلاميين والأطباء المتخصصين لتغطية جميع زوايا النوم الصحي ومشكلاته ومناقشتها مع جمهور الحضور من الرجال والنساء بلغة سهلة وواضحة. وفي سياق متصل، كشف ل«عكاظ» رئيس قسم الأمراض الصدرية ومدير مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور أيمن بدر كريم عن ارتفاع نسبة المرضى الذين يعانون من مشاكل النوم، موضحا أن مراكز اضطرابات النوم تعنى بتشخيص وعلاج المشاكل المختلفة المرتبطة بالنوم، ومن بين هذه المشاكل اضطرابات التنفس، بما في ذلك الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم الذي تصل نسبته إلى أكثر من 5 % بين الأفراد في المجتمع الأمريكي، وكذلك الأرق المزمن وحالات الإفراط في النوم واضطرابات الحركة قبل وأثناء النوم؛ كمتلازمة الساقين غير المستقرة وغيرها مثل الكلام والمشي وتمثيل الأحلام. وكشف عن أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن مشاكل واضطرابات النوم في المملكة، نظرا لحداثة عهد هذا الفرع من الطب في المملكة، إلا أنه يعتقد أن نسبة هذه الاضطرابات لا تقل أبدا عن نسبتها في الدول المتقدمة الأخرى، وأضاف أن هذه الاضطرابات لا تؤدي عادة إلى رداءة النوم أثناء الليل فقط، بل ينعكس أثرها سلبا على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للفرد، كما يمكن لاضطرابات النوم أن تؤثر على شريك الحياة، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي صوت شخير الزوج العالي والمستمر وانقطاع تنفسه أثناء النوم بشكل متكرر إلى أرق الزوجة ومعاناتها مما يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية والعائلية والاجتماعية. وأكد كريم أنه يمكن التعرف على مراحل النوم المختلفة؛ كالنوم العميق والحالم وكشف أي خلل بها، وذلك في مختبر فحص النوم عن طريق تسجيل نشاط المخ والجسم أثناء النوم الذي يشمل تخطيط المخ، وحركة العينين، وتسجيل توتر بعض عضلات الجسم، وسرعة نبضات القلب، ومن خلال جمع هذه المعلومات يمكن معرفة طبيعة النوم وتشخيص نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض.