فيما أطلقت وزارة الصحة، أمس الأول، حملة جديدة للتوعية الصحية عن مرض فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» تحت شعار «نقدر نوقفها» كشفت جولة «عكاظ» أن 97% من المترددين لحظائر الإبل من الزوار في جدة لا يتقيدون بارتداء الكمامة للحماية من التعرض لأي عدوى فيروسية في حالة احتضان الجمال لها، كما لوحظ أن الأطفال وبكل براءة يقتربون من الإبل كثيرا. وأتضح أن المترددين لتناول حليب الإبل ورغم معرفتهم بمرض كورونا وأهمية غلي الحليب قبل تناوله، إلا أنهم لا يعطون هذا الجانب أي اهتمام. إلى ذلك، يقول وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ورئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبدالعزيز عبدالله بن سعيد «دور الإبل في نقل المرض مثبت عبر العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت، وبعض الحالات التي رصدت خلال الشهور الماضية كانت مخالطة للإبل، ما يؤكد أنها ناقل ومحتضن للفيروس وليس المصدر الأساسي، والجهود في مجال أبحاث معرفة مصادر كورونا مستمرة، فيما تستمر وزارتا الصحة والزراعة في توعية ملاك الإبل ورعاتها ومخالطيها بشكل خاص والمرتادين لتناول حليب الإبل»، مضيفا تكمن المشكلة في عدم استجابة أفراد المجتمع للحملات التوعوية، حيث أن الصحة والأطباء يحذرون من تناول حليب الإبل دون غلي، وأيضا ارتداء الكمامة عند التعامل مع الإبل، إلا أننا نجد الغالبية العظمى من أفراد المجتمع لا يعطون هذا الجانب أدنى اهتمام، ما يعرضهم والآخرين لخطر اكتساب أي عدوى فيروسية. وبين أن الصحة أطلقت حملة «نقدر نوقفها» لتوعية المجتمع ضد كورونا بكل الوسائل والإمكانات المتاحة بهدف وصول المعلومة إلى الجميع عن المرض وكيفية الوقاية منه، متمنيا أن يكون كل فرد على قدر كبير من الوعي الصحي، حيث إن الجهود التوعوية لن تحقق أهدافها مع استمرار السلوكيات الفردية الخاطئة. من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري أن دور الإبل في نقل «كورونا» مثبت علميا، مشيرا إلى أنه اتضح من خلال الدراسات التي أجريت في عدة دول، ومنها المملكة أن نسبة كبيرة من الإبل التي تم إجراء تحاليل عليها تحمل مضادات في دمائها لفيروس كورونا، ما يدل على أنها أصيبت في مرحلة من مراحل حياتها بالفيروس وشفيت منه، وقال «الإبل الصغيرة معرضة للعدوى أكثر من الكبيرة، وقد تكون الصغيرة مصدرا مهما للعدوى، حيث يتكاثر فيها الفيروس بشكل أكبر لعدم وجود مناعة مسبقة لديها، وهذا تفسير لزيادة الحالات بين البشر في نهاية أشهر الشتاء، إلا أن هناك حاجة ماسة لإثبات هذا الأمر ودراسته بشكل معمق من قبل المختصين بصحة الحيوان». وفي سياق متصل، تهدف وزارة الصحة من إطلاق مرحلة «نقدر نوقفها» لمشاركة كافة أفراد المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه، وتزويدهم بالمستجدات المتعلقة به، وطرق الوقاية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، بالإضافة لوسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل: تويتر، وفيس بوك، والرسائل النصية، وذلك ضمن خطة تكاملية لتحقيق هدف الوصول إلى كافة شرائح المجتمع بمختلف فئاتهم حسب مستجدات المرض، وتتضمن هذه المرحلة إعداد مجموعة من الوسائل المتناغمة من مطويات تعريفية بالمرض، وطرق الوقاية منه، وأيضا لوحات إرشادية، وتنص خطة الوزارة على استخدام الإعلانات والومضات التوعوية في القنوات التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة لنشر إعلانات توعوية في عدد من الصحف، ووسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. وسخرت وزارة الصحة، ممثلة في مركز القيادة والتحكم، كافة إمكاناتها وخبراتها لتقصي هذا المرض، ومعرفة طرق انتقاله والوقاية منه، وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمصابين، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض واتقائها بأمريكا وعدد من المراكز العالمية الطبية المتخصصة لمعرفة المزيد حول المرض.