مرة جديدة تثبت المملكة العربية السعودية أنها نقطة ارتكاز في العالمين العربي والإسلامي، فليس من المصادفة بمكان أن تستضيف ربوع المملكة عددا من زعماء الدول الخليجية والعربية والإسلامية وآخرهم الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان، وهما رئيسان لدولتين من أكبر الدول العربية والإسلامية. المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي نقطة الارتكاز للأمة العربية والإسلامية والعالم وهي مملكة الحوار والتكاتف والتضامن، مملكة الكلمة السواء التي يجتمع حولها القادة والشعوب لما تحمله من تأكيد على مصالحهم وواجباتهم. فالمشاورات السعودية التركية المصرية تأتي في مرحلة دقيقة وخطيرة من تأريخ المنطقة العربية والإسلامية، مرحلة ستتقرر فيها ملامح المستقبل ونمط العيش في هذا المستقبل. إن المخاطر التي تهددنا كبيرة وكبيرة جدا، والتصدي لها لا يمكنه إلا أن يكون عبر توحيد الجهود وتوحيد الرؤى بعد التأكيد على أن المصير واحد والعدو واحد. إن المملكة مع تركيا ومصر يشكلون دولا محورية قادرة على حفظ العرب والدول الإسلامية من كل الشرور والقادر على هزيمة الأعداء مهما اختلفت أسماؤهم ومهما كبرت قدرات الشر لديهم. إن هذه المشاورات التي استضافتها المملكة تؤكد على أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مستمرة بالنهج الذي رسمه الأجداد، ذاك النهج الذي يقوم على أن منعة العرب والمسلمين باتحاد كلمتهم. والمملكة تعتبر عاصمة البيت الإسلامي والداعمة الرئيسية لقضايا الأمة الإسلامية العادلة بحجمها السياسي الكبير تحمل مع هموم الأمة من خلال تبني قضايا أمتها العربية والإسلامية حيث تعمل المملكة بقيادة خادم الحرمين الرشفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإيجاد حلول لقضايا الأمة العربية والإسلامية وإنهاء التشرذم والانقسامات داخل الجسد الإسلامي. واستمرار تقاطر الزعماء للمملكة هو فرصة لتعزيز مسيرة العمل العربي والإسلامي المشترك مبديا ثقته الكبيرة في المملكة بما لها من ثقل سياسي وضع حلول للأزمات التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية وما يهدد وجودها. والتحركات الخليجية والعربية والإقليمية نحو الرياض يعود إلى ثقة الزعماء العرب والمسلمين في قيادتها ولمكانة المملكة الرفيعة. ما نأمله أن تتفاعل الدول العربية والإسلامية مع تحرك المملكة وتفعيل مسيرة العمل العربي والإسلامي المشترك.