رحبت الأوساط السياسية والصحفية المصرية بالرسالة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى أخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية اليوم وهنأه فيها على ما توصلت إليه مصر من إنجاز في سبيل المصالحة الوطنية والحوار بين الإخوة الفلسطينين . وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن رسالة خادم الحرمين الشريفين إلى أخيه الرئيس مبارك تعكس مدى عمق العلاقة بين المملكة ومصر القائمة على التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمصلحة الأمة العربية ولمصلحة القضية الفلسطينية. وقال زكي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أمس إن الجهد الذي تقوم به مصر هو جهد لصالح الفلسطينيين ولصالح قضيتهم وليس غريبا على المملكة وعلى خادم الحرمين الشريفين أن يقف داعما ومناصرا للتوجه والجهد المصري خلال الفترة الماضية وخلال الفترة المقبلة بإذن الله. وشدد زكي في هذا السياق على أن التعاون والتنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين هو حجر زاوية في استقرار المنطقة وفي التعاون العربي ككل لصالح القضية الفلسطينية بخاصة والقضايا العربية بعامه مؤكدا أن من يتحدث عن تنافس في الأدوار لا يفهم طبيعة العلاقة بين الدولتين وبين القيادتين السياسيتين في كلا البلدين. ونوه المتحدث الرسمي المصري بما ورد في رسالة خادم الحرمين الشريفين من تقدير وشكر للرئيس مبارك ولمصر في إطار السعي لدعم جهود المصالحة الفلسطينية والعمل العربي المشترك موضحا أن تلك الرسالة جاءت تتويجا لسلسلة من الرسائل والتحركات والزيارات المتبادلة بين البلدين بما يثبت للجميع أن مصر والمملكة لديها هذا الارتباط الوثيق والتنسيق الكامل . كما ثمن رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى المصري السفير محمد بسيوني عاليا رسالة خادم الحرمين الشريفين التي بعثها أمس للرئيس مبارك ووصفها بالمهمة وتؤكد وقوف العرب جميعا صفا واحدا صف الحكمة والعقل من أجل الأمة العربية . وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى المصري في تصريح لواس إن تلك الرسالة توضح أن صوت العقل والحكمة جاء من خادم الحرمين الشريفين وهو ما يدل على العمق والإرادة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد أن الرسالة وما تحويه من دعم ومساندة للجهد المصري في سبيل المصالحة الفلسطينية إنما تعكس نهج خادم الحرمين الشريفين المخلص والصادق تجاه قضايا الأمة العربية والدعم اللا متناهي من قبل المملكة لمصر في سبيل تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني وتجاوز الصراع والتناحر الذي يعطي الإسرائيليين المبرر لعدم التحرك تجاه تحقيق السلام بزعم عدم وجود شريك فلسطيني. وبدوره قال رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية أسامة سرايا إن رسالة خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس مبارك عكست موقف المملكة العربية السعودية الداعم لمصر وجهودها في إطار تحقيق المصالحة الفلسطينية مؤكدا أن المملكة طالما ساندت مصر ووقفت بجانبها دائما. وأضاف سرايا قائلاً لقد كان للموقف الكريم والنبيل من خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية دور في تشجيع المصالحة العربية والتطورات التي تحدث حاليا بالمنطقة نتيجة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته للمصالحة العربية. وخلص سرايا إلى أن رسالة خادم الحرمين الشريفين أمس جسدت التنسيق والتعاون المصري السعودي في أعلى مراتبه وأثلجت صدور كل المحبين للعرب والقضية الفلسطينية موضحاً أن ذلك في صالح استقرار المنطقة واستقرار العالم العربي ويضمن تحقيق مصالح العالم العربي في مختلف القضايا وعلى كافة الأصعدة. من جهته وصف رئيس تحرير صحيفة الأخبار محمد بركات رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك بأنها تعبر عن كريم الخصال التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين وتعكس مدى الصداقة والأخوة والود الدائم عبر التاريخ والممتد من زمن بعيد حتى اليوم بين مصر والمملكة وبين الزعيمين الكبيرين بوصفهما قائدين كبيرين في العالم العربي. وقال بركات في تصريحة لوكالة الأنباء السعودية اليوم //هذه الرسالة أيضا تعبر تعبيرا حقيقيا عما نادى به خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة العربية بالكويت والتي دعا فيها على الفور إلى المصالحة بين الفلسطينيين .. كما تنم في الوقت ذاته عن التعاون الكامل والتفاهم الكبير والمستمر بين مصر والمملكة في هذا الاتجاه الذي يدعو إلى وحدة الأمة بادئا بالوحدة الفلسطينية ومتلافيا الصدع الذي نتج عن الشقاق بين الإخوة العرب وهو ما مكن العدو من أن يستهين بهم ويشن عليهم حربا ضروسا .. والحمد لله الذي تم بتوفيقه توحيد الصف الفلسطيني وهذا ما كان يتمناه الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين وعملا جاهدين لكي يتم. واعتبر بركات رسالة خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس مبارك أمس خير تعبير عن الأماني العربية الأصيلة التي يكنها خادم الحرمين الشريفين لمصر بأن يوفقها الله دائما في مسعاها نحو تحقيق وحدة الصف العربي ووحدة الصف الفلسطيني .. وخير تجسيد للأماني الكريمة التي يتمناها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمة العربية. وقال في ختام تصريحه إن هذا كان دائما نهج خادم الحرمين الشريفين في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية كافة وكم كان موقفه رائعا وعظيما خلال القمة العربية الأخيرة بالكويت عندما أكد على أن أموال العالم بأكمله لا تساوي قطرة دم فلسطينية واحدة.