في قمة الكويت تبدت بشكل واضح الحكمة العظيمة والسياسة الحكيمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين باعتباره أحد قادة الأمة الكبار لقد استطاع حفظه الله بكلمة تاريخية موضوعية متوازنة وحكيمة وذات معانٍ عميقة ان يُنهي خلافات نشبت بين الدول العربية وزعمائها الأشقاء وهي خلافات ادخلت جميع قضايا الأمة العربية في أنفاق مظلمة وعداوات مستحكمة ظن الأعداء انها لا يمكن ان تُسوى مهما بُذلت من جهود لتنقية الأجواء والمصالحة ولكن النية الحسنة من قائد هذه الأمة والصدق في التوجه والاخلاص في العمل جعل لكلمته في قمة الكويت التي دعا فيها الى نبذ الخلافات والمصالحة جعل لتلك الكلمة موقعاً في قلوب جميع من حضر أو استمع اليها وطارت بها وسائل الاعلام العربية والاسلامية والعالمية واشادت بها واعتبرتها من أعظم الكلمات التي قيلت في اجتماع قمة عربي منذ انشاء جامعة الدول العربية حتى هذا التاريخ لأنها رأبت صدعاً في الجدار العربي أوشك بسببه ذلك الجدار على الانهيار فجاءت الكلمة الحكيمة الجامعة للخير المانعة للشر لتضع النقاط على الحروف وتدعو الاشقاء العرب الى كلمة سواء تم بموجبها الالتفات فوق كل خلاف والتوجه بنوايا صادقة بالنظر في قضايا الأمة العربية السياسية والاقتصادية وارسل رسالة سياسية للدول الغربية وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن مبادرة السلام العربية لن تظل مطروحة الى ما لا نهاية. لقد وجدت كلمته ارتياحاً بالغاً في أوساط المواطنين الذين لم يستغربوا من فارس العروبة والاسلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ذلك الموقف العربي الاسلامي المبدئي الصلب الذي رفع فيه راية الحق وجمع عليها كلمة العرب والمسلمين وأكد حفظه الله ان سياسة هذه الدولة السنية التي تحتضن الحرمين الشريفين وترعى شئون المسلمين كثيراً ما يترفع ساستها عن سفاسف الأمور ولا يلقون بالاً بما يُقال من كلمات غير لائقة لأنهم يؤمنون ايماناً كاملاً أن الهدف الاعظم جمع شمل الأمة الاسلامية والعربية وانه لا يوجد خلاف بين المملكة وبين شقيقاتها يدعو الى تدخل احد بالصلح بينها وبين المملكة بل ان هذه البلاد القائدة بمكانتها العربية والاقتصادية والسياسية هي المهيأة لجمع الكلمة ولم الشمل والصلح بين الاشقاء اذا استمر بينهم خلاف سياسي عارم. لقد أكدت الأيام والحوادث التوفيق الذي يُصاحب هذا المليك الصالح وخطواته وأعماله وقراراته سواء ما يتصل منها بالسياسة الخارجية وقضايا الأمة العربية الاسلامية أو بالسياسة الداخلية وقضايا المواطن. وهكذا حال العظماء لا يظهرون الا وقت الشدائد وعندما يُقرون ويتحدثون فإن حديثهم يُعالج كل المشاكل ويكون مقبولاً من الجميع لانه صادر من قائد عظيم وحكيم وقدير يهمه مصلحة الأمة العربية والاسلامية. وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المزيد من الأعمال الصالحة البارة بالأمة والوطن. للتواصل: assas,[email protected]