الراحلة صباح كانت أول خصائص وعلامات نجوميتها، أنها مطربة غير محددة اللهجة، لسانها الغنائي عربي عربي، غنت اللبناني الذي انطلقت منه وبه، وغنت المصري بعد انتقالها إلى مصر، حيث تجددت نجوميتها وهي لم تزل يافعة باحثة عن النجومية، ومعلوم لدى الخبراء في حياة الفن؛ ماذا يعني أن تنطلق كفنان موهوب من مصر وتتخذها قاعدة لك، لأنه من المعروف جدا فعل مصر التي تصهر كل الثقافات العربية والألسنة أيضا لأي عربي جاء إليها أديبا.. كاتبا.. صحافيا.. أو في أي من المجالات المتعلقة بالفن إلى الممثل والمخرج والمغني. صباح استفادت كثيرا من هذا التنوع العربي في دواخلها، وهي الميزة التي نتحدث عنها في مصر، وبالتالي أتاحت لها مصر انطلاقة أخرى إلى العالم العربي، فكانت الصوت الذي قام بأداء كثير من الألحان العربية الأخرى لملحنين عرب، كانت قد جمعتهم بصباح استوديوهات مصر أو مدرجات مسارح العالم هنا وهناك، من هؤلاء كان الموسيقار العميد طارق عبدالحكيم (أبو الموسيقى السعودية الحديثة)، وأول من عرفت الموسيقى والأغنية لدينا شكل «الكبلهة» الحديث في الغناء مذهبا «فكوبليهات» متعددة. قدمت صباح ألحانا للعميد طارق عبدالحكيم كان أشهرها «البعد والحرمان» من أشعار الراحل السفير محمد الفهد العيسى، والتي عرفت ب «قلت يكفي البعد يا آسيني»، وهناك من الأعمال السعودية ما هي لطارق ولغيره في فترة ستينيات القرن العشرين، وخلال زيارة كنت فيها عند النجمة الراحلة في بيتها في الحازمية قالت لي: «علاقتي بالسعودية والسعوديين قوية جدا، فأنا محبة للمملكة، ولي أصدقاء من كافة الشرائح فيها، حتى أنه يأتيني الإنقاذ من المملكة كلما كبوت اقتصاديا، السعودية لها علي الكثير من الفضل، ولا أنسى أي جميل أتاني منها، ثم إنني أدين للمملكة وتلفزيونها بالدعم الإعلامي الكبير الذي حظيت به في سبعينيات القرن الماضي، وكثيرا ما قدمني التلفزيون السعودي، وتجدون على اليوتيوب اليوم حوارا قيما مع مقدم البرامج في التلفزيون السعودي الدكتور محمد أحمد صبيحي، ما زالت تعيده الكثير من القنوات الفضائية». والذي أريد أن أقوله، إن فنانتنا الكبيرة الراحلة صباح ملأت دنيا التلقي للحياة الفنية بكل ما هو مبهج ومفرح، تمثل ذلك بأغنياتها الخفيفة.