وصف الفنان محمد عبده الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم بالرجل البنّاء الذي استطاع تشييد بناء الموسيقى السعودية ونقلها إلى طور متقدم انتشرت بفضله الأغاني المحلية على المستوى العربي ونالت شهرة كبيرة مثل أغنية "أسمر عبر" و"سكة التايهين" و"لنا الله" وغيرها من الأغاني الكلاسيكية والشعبية. جاء ذلك خلال الأمسية التي أقيمت مساء الخميس في متحف طارق عبدالحكيم في جدة والتي شارك فيها نخبة من نجوم الفن يتقدمهم فنان العرب وحسن عسيري ود. راشد الشمراني ود. عبدالله رشاد وحسن اسكندراني وطلال سلامة وعابد البادي والشاعر د. صالح الشادي وعبده مزيد والمخرج فيصل يماني. وقال محمد عبده خلال كلمته بهذه المناسبة: "إننا نعيش اليوم بعد مضي عام على وفاته - رحمة الله عليه - ولا أزال أذكر خفة ظله وجمال روحه وحبه للحياة والناس.. إنه الفنان الرمز الذي حمل من الأوسمة ما لم يحمله أي فنان آخر وما تكريمه من قبل هذه الدولة الغالية إلا أكبر شاهد على مكانته رحمه الله". وأضاف فنان العرب "نحمل الآن فنه واسمه ونعيش معه بوجداننا وعقولنا بعد ان رسخ فينا طابع الموسيقى الحقيقية"، مشيراً إلى أن صلته بالفنان الراحل بدأت منذ عام 1963م مع أول لحن منحه إياه في أغنية "سكة التايهين". مضيفاً أن الفنان الراحل لم يكن مغنياً وملحناً مبدعاً فحسب بل كان مؤرخاً للفن السعودي وحافظاً له حيث وثق لنا صوراً رائعة وألواناً من الفن الحجازي من قبل مؤسسيه الرئيسيين الشريف هاشم وحسن لبني وحسن جاوه وسعيد أبو خشبة الذين عرفنا عنهم الكثير من خلال مكتبته الفنية". فنان العرب: كان رمزاً مؤسساً للأغنية السعودية الحديثة وقد شدا محمد عبده خلال الأمسية بثلاثة من أعمال طارق عبدالحكيم هي "لنا الله - سكه التايهين - أهل الحرم" بمشاركة الفنان حسن اسكندراني ود. عبدالله رشاد. من جانبه قال الفنان حسن اسكندراني إنه لازم الراحل الموسيقار طارق عبدالحكيم لأكثر من 37 عاماً منذ تواجده في الطائف حتى استقر بجدة "كما عايشت لحظات تشييده لمكتبته الفنية في هذا المتحف الذي يضم أرشيفاً للأغاني تصل ل"3500" أغنية مضيفاً: "لقد استفدت من شخصية الراحل الكثير جداً ولاشك أن رحيله خسارة ولكن تبقى ذكرى ما قدمه لنا من دروس باقية ونسأل الله أن تتواصل جمعتنا السنوية هذه لإحياء ذكراه". فيما أكد د. عبدالله رشاد أن شخصية الموسيقار طارق عبدالحكيم كانت أكثر من رائعة والحديث عنه يحتاج إلى الكثير من الوقت "فقد قدم الكثير لأجيال الفن التي توارثناها نحن الفنانون وأوجه شكري لأهل الوفاء الذين قاموا بتنظيم هذه الأمسية الجميلة". أما الفنان عبده مزيد فقد وصف حياته الفنية مع الراحل طارق عبدالحكيم بأنها أيام تدّرس "فقد كانت نقطة تواصلي معه منذ أكثر من أربعة عقود حتى وفاته، ولو تحدثت عنه فلن أفي لهذا الرجل حقه، ويكفيه أنه أول من منح الفن السعودي مكانته". وفي نهاية الحفل قدم الفنان محمد عبده درعاً تذكارياً لأسرة الراحل تقديراً لعطاء الموسيقار الكبير وتسلمه ابنه سلطان. يذكر أن الفنان الراحل المولود في الطائف عام 1918، كان أول مبتعث سعودي إلى معهد الموسيقى العربية بمصر في وقت مبكر من الخمسينيات من القرن الماضي، وأسس بعد عودته أول فرقة موسيقية للجيش السعودي في العاصمة الرياض، وظل يعمل في معهد الموسيقى العسكري حتى تقاعده برتبة عميد، وساهم في دعم المواهب، وأثرى الساحة الفنية بألحانه للمطربين الشباب، ويذكر له أنه ساعد الفنان محمد عبده في بداياته عندما غنى من ألحانه الأغنية الشهيرة "لنا الله"، وله إسهاماته في تطوير الأغنية المحلية حتى وصلت إلى آفاق عربية خاصة عندما غنى من ألحانه كوكبة من المطربين والمطربات العرب، أمثال: نجاح سلام، وفايزة أحمد، ومحمد قنديل، وكارم محمود، وسميرة توفيق، ووديع الصافي. ابنه سلطان يشير إلى مقتنيات متحف الفنان الراحل الراحل طارق عبدالحكيم محمد عبده مع حفيدة طارق عبدالحكيم إسكندراني تألق في العزف بعود الموسيقار حديث باسم بين محمد عبده وحسن عسيري ورشاد تكريم محمد عبده لأسرة الراحل محمد عبده والشادي ورشاد