بعد أن وقفت «عكاظ» على قضايا وأسرار في سجون المباحث العامة لكشف خفايا وأبعاد الإرهاب في حلقات تنشر من الأحد المقبل، وصف مدير عام المباحث الفريق أول عبدالعزيز بن محمد الهويريني العلاقة بين الأمن والإعلام بالتكاملية، معتبرا أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً مؤثرا في تعزيز الأمن الوطني، موضحا أن المملكة تواجه أخطارا حقيقية لايجب الاستهانة بها. وعد الفريق أول الهويريني الإرهاب حالة فكرية غير مرتبطة بالمؤثرات الأخرى من فقر وبطالة، مستشهدا في ذلك بأن الوقائع الإرهابية التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة خلت من الدوافع الاجتماعية، حيث شارك فيها مقتدرون ومن فئات اجتماعية مختلفة من هذا النوع، وقال ان المحرك الرئيسي للمتورطين فيها فكري بالدرجة الأولى. ورحب مدير عام المباحث العامة في حديث ل«عكاظ» بأي تساؤلات تطرحها الصحافة والزيارات المفاجئة لسجون المباحث قائلا «ليس لدينا ما نخفيه فأبوابنا مشرعة وقلوبنا مفتوحة، اسألوا ما شئتم عدا مصدر المعلومة فهو الأمر الذي لا يمكن الإفصاح عنه مطلقا، ونحن نعمل في وضوح لخدمة الوطن وحفظ أمنه ونطبق العدالة؛ لا نطلب من الناس أن يحبونا ولكن نطلب ألا يظلمونا فقط». وكشف مدير عام المباحث عن أن المملكة تواجه حرباً حقيقية تتمثل في الإرجاف والإحباط وهو أحد الأسلحة النفسية التي تتخذها جهات وتنظيمات تستهدف استقرار المملكة. وقال إن المنطقة تعاني من موجة ارهاب وعدم استقرار لا يخفى على أحد، «ومع هذا نواجه ثقافة شرعت جهات عدة في الترويج لها وهي نشر ثقافة الإحباط والارجاف والتشكيك في مقدرات الوطن ورجالاته، وهذا أسلوب خطير يمرر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتطلب منا ومن المجتمع الوقوف بوعي لمجابهته». وعلق الفريق أول الهويريني على جولات «عكاظ» المرتقبة بالقول «لا بد أن يدرك الجميع أن بلادنا مستهدفة، في وقت يشهد العالم تصاعدا للتهديدات والأعمال الارهابية التي باتت منطقتنا بمثابة بؤر لهذا التطرف والارهاب الذي فتح كل أبواب الاحتمالات التي يجب ان نواجهها بدراية وحكمة». وقال: لا يخفى على الجميع مدى ما يشكله الاعلام -وخاصة الإعلام الجديد- من تأثير في الأفكار والقناعات واستخدامه من قبل المغرضين لإحباط المجتمع ونشر الارجاف في البلاد، وتزوير الحقائق ونشر ثقافة الاحباط بين مختلف شرائح المجتمع. وأضاف: لا بد أن نتشارك جميعا -رجال أمن و إعلاميين ومجتمعا- في تحمل المسؤولية، إدراكاً للمخاطر التي تواجه وطننا، ونتشارك أيضاً في تحمل مسؤولية العمل الجاد والمخلص لنكون عوامل بناء ولبنات صالحة في النسيج الوطني، وأن نعمل جميعاً ليبقى هذا الوطن سالما وشامخاً، منطلقين من الركائز التي قامت عليها هذه البلاد؛ كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم، وما ينبثق من هذه الركائز من انظمة وتشريعات قضائية وأمنية وإعلامية.