جاء تعليق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جلسة الكونجرس مثيرا للالتباس حيال موقف الإدارة الأمريكية تجاه أحداث اليمن الخطيرة. فبينما قال كيري إن الحوثي وراء سقوط الحكومة اليمنية، أشار في الوقت نفسه إلى أن القادة الإيرانيين «فوجئوا» على ما يبدو بالأحداث في اليمن. لقد أصبح المجتمع الدولي بأكمله يعي أن إيران متورطة في إحداث الفوضى والعبث وتكريس الحرب الطائفية في اليمن، ولم يعد خافيا على أحد الدور الإيراني القميء في اليمن. وعلى الإدارة الأمريكية أن تبحث عن حقيقة ما يجري في اليمن، هذه الحقيقة التي لم تكن إطلاقا مفاجئة لإيران التي دمرت العراق وسورية بتدخلاتها، وساهمت بشكل كبير في إحداث حالة عدم استقرار في لبنان، وهي الآن تحيك المؤامرات الطائفية ضد مكتسبات ومقدرات اليمن من خلال دعم مليشيات الحوثي المتمردة. ولا يمكن تبرئة إيران إطلاقا من سفك دماء اليمنيين الأبرياء؛ لأنها هي في الواقع وراء دعم مليشيات الحوثي وإحداث الانقلاب ضد المؤسسات الرسمية الشرعية في اليمن. فالانقلاب في اليمن هو انقلاب إيراني بالشكل والمضمون والفكرة والصوت والدعم اللوجستي. وهو حلقة لا تنفصل عما يحصل في سورية وفي العراق وفي لبنان. وإن كان كيري لا يدري، فما عليه إلا أن يضع اسم قاسم سليماني في محركات البحث السياسية لكي يعلم أن سليماني هو مهندس تدمير الأمة العربية ومنظر الفكر الطائفي لملالي قم في المنطقة. فإن كان الوزير كيري يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم. وعلى الإدارة الأمريكية تكثيف الضغط على الحركة الحوثية المتمردة؛ لكي تنهي انقلابها ضد الشرعية اليمنية، وإنهاء الوجود المسلح للجماعة المتمردة في العاصمة صنعاء، وإنهاء أيضا احتجاز رئيس الوزراء خالد بحاح؛ لكي تستطيع المؤسسات الشرعية ممارسة مهامها وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ليعيش اليمنيون في أمن وأمان.