دعا المشاركون في المؤتمر العالمي الإسلامي «مكافحة الإرهاب» ، لإنشاء هيئة عالمية لمكافحة الإرهاب تابعة لرابطة العالم الإسلامي، تتولى دراسة الإرهاب، وتحليل دوافعه وأسبابه، ونشر الدراسات البحثية حوله، واقتراح البرامج العملية التي تسهم في الوقاية منه، وتنفيذها، والتنسيق في ذلك مع المؤسسات المختصة. وكانت «عكاظ» قد توقعت في عددها الصادر أمس إنشاء الهيئة من خلال استقراء لأبحاث المشاركين وطروحات المعلقين ومقترحات المشاركين. أوصى المشاركون في المؤتمر، بدعم جهود المملكة في الأممالمتحدة لاستصدار قرار ملزم بتجريم ازدراء الأديان والتعدي على رموزها، والاستفادة من تجربتها في محاربة الإرهاب. وطالبوا بإنشاء مراكز أبحاث متخصصة في مكافحة الإرهاب، ووضع خطة استراتيجية متكاملة للوقاية منه، وتعاون المجتمع الدولي في مكافحته، والشروع في فض النزاعات الإقليمية ورعاية التنمية الاقتصادية والاجتماعية تطبيق معايير الحكم الرشيد، إضافة لدعوتهم لتعزيز التضامن الإسلامي، ودعم المؤسسات الدعوية، وإفساح المجال لها للقيام بواجبها في توعية الشباب، ونشر الوسطية. المؤسسات الدينية وفيما يتعلق بالمؤسسات الدينية والعلماء، أوصى المؤتمر بنشر العلم الشرعي الصحيح المستمد من نصوص القرآن والسنة، والحرص على توفر القدوة الصالحة من العلماء الربانيين، وبذل الجهد في تحقيق الأمن الفكري للأمة، والانفتاح على الشباب بالحوار وتوعيتهم بحقيقة الجهاد وأحكامه وضوابطه وغاياته الشرعية، ودعم مؤسسات الإفتاء بالعلماء والمفتين الذين تتوفر فيهم الأهلية العلمية والشرعية، والتصدي للنوازل بفقه واعٍ يزاوج بين نصوص الشريعة ومتغيرات الواقع، وتنشيط الفتوى الجماعية في الشأن العام للحد من شذوذ الفتاوى الفردية، وتقوية المؤسسات الفقهية والعلماء الربانيين، وتعظيم الثوابت، والالتزام بآداب الاختلاف والحوار، وعدم التساهل والتسرع في التكفير والتبديع والتفسيق. المؤسسات الأخرى أما ما يتعلق بمؤسسات التربية والتعليم والإعلام، فأكد المؤتمرون على نشر القيم الإسلامية، وترشيد مناهج التربية والتعليم بما يتوافق مع عقيدة الأمة وثوابتها، وتوظيف الإعلام الجديد وأدواته في نشر الوعي بين شرائح المجتمع، ولا سيما الشباب، وتطوير طرق التوجيه وأساليبه في البرامج الإعلامية الموجهة إلى الشباب، وتكثيف البرامج الإعلامية التي تؤكد وسطية الإسلام وتعزز ثقافة التسامح والحوار الذي يعزز الأواصر، ومراجعة ما تتضمنه مناهج التعليم في العالم من مضامين خاطئة أو مغلوطة عن الإسلام، والعمل على تصحيحها. الأسرة والمجتمع وحول ما يتعلق بالأسرة والمجتمع، رأى المؤتمرون أهمية تعزيز الوعي الأسري وتنمية روح المسؤولية بين الوالدين والأبناء، ومتابعة الأبناء في علاقاتهم مع أصدقائهم وفي استخدامهم لتقنية الاتصال الحديثة، وتعاون المجتمع في مواجهة الإرهاب وتعميق مفهوم التكافل الاجتماعي، وتكامل الجهود بين المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية لترسيخ القيم الإنسانية والوقاية من الإرهاب ومكافحته. رسالة إلى الرابطة وطالب المؤتمر رابطة العالم الإسلامي بعقد لقاءات تنسيقية مع الجهات المتخصصة في الأمة الإسلامية لوضع خطط عملية تتصدى للفكر المنحرف، وتكوين وفود من العلماء والمتخصصين لزيارة البلدان المتضررة من الإرهاب لشرح الرؤية الإسلامية حول علاج هذه الظاهرة، والتعاون مع الجامعات الإسلامية ومراكز الأبحاث لضبط المفاهيم الملتبسة. كما دعوا الرابطة لقعد لقاء عالمي يضم مختلف الهيئات الدينية والمؤسسات الفكرية والشخصيات المتخصصة؛ مسلمين وغير مسلمين، وذلك لبيان موقف الإسلام من الإرهاب، وجهود المسلمين في التصدي له، ومجالات التعاون بينهم وبين غيرهم في ذلك، وتكوين لجنة يختارها الأمين العام للرابطة، لمتابعة توصيات هذا المؤتمر، واستخلاص برامج عملية من بحوثه وتوصياته.