يضع أولياء أمور طالبات الكلية الجامعية للبنات في محافظة الوجه التابعة لجامعة تبوك أياديهم على صدورهم، منذ نقل الجامعة مطلع الأسبوع الماضي إلى المبنى الجديد خارج النطاق العمراني، نظرا لخطورة المدخل المؤدي إلى المقر الجديد للكلية، والذي يقع في مفترق الطريق الدولي والذي يربط الوجه ضباء، ويشهد حركة دائبة من السيارات على مدار الساعة. وأجمع عدد من أولياء أمور الطالبات أن الضرورة تقتضي التدخل العاجل من الجهات المختصة لتجنيب الطالبات الخطر، فضلا عن إيجاد آلية لتنظيم حركة السير في مدخل الكلية. ويرى محمد العنزي خطورة التقاء مدخل الكلية الجديد مع طريق الوجه ضباء، مبينا أن الوضع خطير جداً ولابد من التدخل العاجل من الجهات المعنية لحل هذه المشكلة أولها تأمين حافلات نقل الطالبات ووضع إشارة مرورية بمفرق الجامعة، وكذلك مطبات صناعية فأهالي الوجه يعرفون الطريق جيداً، ولكن المسافر لا يعرف الطريق وأن هناك كثافة مرورية فليس هناك لوحات تحذيرية تنبه المسافر. وأضاف سلمان النجيدي: تواجد دورية المرور بشكل يومي وخاصة في فترة تواجد أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطالبات وانصرافهن بعد انتهاء اليوم الدراسي، وتركيب لوحات تحذيرية على مسافات متفاوتة وباتجاهات السير، مع وضع مطبات صناعية على الطريق تساهم في تهدئة سرعة السيارات المستخدمة للطريق العام أو الخارجة من الكلية. ويرى معلا فارس ومحمد عفنان أن الطريق أصبح هاجسا يقلق كل من يعبره لكثرة الشاحنات ومقطورات الأسمنت التي يجب ألا تعبر الطريق في فترات دوام الطالبات، وذلك هرباً من الزحام الرهيب الذي يشهده وخصوصاً أوقات الذهاب للجامعة والخروج منها. وذكر ماجد الوحيشي أن تقاطع الجامعة مع الطريق الدولي أصبح حيوياً خاصة مع نقل الجامعة لمبناها الجديد إلا أنه لا توجد أي وسيلة إرشاد مرورية أو مطبات صناعية لتخفيف سرعة القادمين من جهة ضباء، مطالبا بتدخل البلدية والمرور والجامعة لحل هذه المعضلة التي تسببت في إتلاف المركبات. وأوضح عبدالمحسن الشريف أنه لا يجب تجاهل مثل هذه التقاطعات الخطرة، خاصة القريبة من المناطق الحيوية، ويسلكها الكثير من الطالبات صباحاً. وأضاف محمد العرادي: نأمل أن تكون هناك أولوية للمحافظة في ما يتعلق بمشروعات النقل المخصصة لمحافظات تبوك، لأن حالة الطريق أصبحت غير محتملة ولم تعد المبررات مقبولة في ظل عدم القيام بأي خطوة جادة ولاسيما أن النمو السكاني في تزايد والطريق حيوي جداً وخطير جداً. ويسرد فيصل البلوي معايشته لقصة الطريق بكامل تفاصيلها وأحداثها وحوادثها، مشيراً إلى أن هذا الطريق ينزف بالدماء بشكل مستمر منذ افتتاح الجامعة، مضيفا: الذهاب للجامعة والعودة أصبحت شديدة الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر بسبب الخوف من هذا الطريق حيث بلغ عدد الحوادث ما يقارب 6 حوادث خلال اسبوعين أسفرت عن تلفيات كبيرة بالمركبات. وكان الحزن خيم على طالبات الكلية الجامعية إثر حادث ارتطام شنيع وقع بين سيارتين اثناء تجاوز خاطئ بمفرق الجامعة، بين حافلة نقل طالبات قادمة من محافظة الوجه، وسيارة أخرى، نتج عنه وفاة سائق الطالبات وإصابة قائد المركبة الأخرى. ومن خلال جولة ميدانية قامت بها «عكاظ» اتضح أنه لا يوجد على هذا الطريق أي مشروع يمكن أن يحل تلك الأزمة المتمثلة في استمرار سقوط الضحايا، حيث لا يتبقى من هذه الحوادث المرورية سوى حطام السيارات والذكريات الدامية العالقة في أذهان أسر الضحايا والمصابين. ويشير عدد من الأهالي إلى أن المجلس البلدي في الوجه لم يحرك ساكنا إزاء هذه القضية رغم أن المحافظة تتمتع بنصيب وافر من المساحات، ولا يزال الطريق مسرحاً للمزيد من المآسي المتمثلة في حالات الوفيات من جراء الحوادث بالرغم من سهولة الحلول بتأمين حافلات نقل للطالبات وإشارة مرورية أو حل مؤقت مطبات صناعية ولوحات تحذيرية. من جانبه، أوضح الدكتور محمد الثبيتي المشرف على إدارة الإعلام والمتحدث الرسمي للجامعة أن تنظيم حركة السير خارج سور الجامعة مسؤولية إدارة المرور، بينما يقتصر دورها على تنظيم حركة السير داخل الجامعة، مبينا أنه رغبة من الجامعة في المحافظة على سلامة الطالبات فقد تم عقد اجتماع بين ممثلي الجامعة والمرور والبلدية لتحديد مداخل ومخارج الطالبات وفق مخطط ربط تم اعتماده بناء على مواصفات وزارة النقل.