حتفلت منظمة اليونيسكو هذا العام باليوم العالمي للإذاعة تحت شعار «دور الشباب والراديو» وهو اليوم الذي يصادف إطلاق إذاعة الأممالمتحدة في فبراير 1946م. هذا الشعار الأممي يهدف إلى التأكيد على النداءات المستمرة للاندماج الاجتماعي لجيل الشباب الذين يمثلون أكثر من نصف سكان العالم. وتقر هذه المنظمة الدولية بأن عدد المنتجين الشباب أو الهيئات الإذاعية التي يتولى رئاستها شباب لا تزال في نطاق ضيق، بسبب غياب بيانات حجم المضمون الإذاعي الذي ينتجه الشباب. تأتي هذه التقارير في الوقت الذي ترى الأممالمتحدة بأن تعامل الشباب مع الرأي العام بمختلف وسائله الحديثة يعد دبلوماسية ناعمة تعزز ميثاقها التأسيسي الداعي إلى السلام بين الأمم، خاصة أن الرأي العام العالمي قد بلغ من النضج ما يجعله ينفر من القوة الخشنة البدائية ليصبح ميالا للسلام الذي هو صميم القوة الناعمة. هذا التقييم الأممي لفاعلية هذا النوع من الدبلوماسية كفيل بمخاطبة الرأي العام والمجتمعات الأهلية لكسب العقول والأفئدة وتوفير أرضية مشتركة للتفاهم مع الآخرين وبناء الجسور والصدقات والصلات. احتفالات اليونيسكو تضمنت جلسات نقاش علمية فكرية استحضرت المنهجية الإعلامية الحديثة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) في التعاطي الإعلامي مع الرأي العام الحديث، حيث كان من الثوابت المطروحة على طاولة النقاش طريقة تعامله مع تسلم مقاليد الحكم والتي تتصل بتسهيل تواصله مع المواطنين. المشاركون في هذه النقاشات ينتمون لدول عدة والرأي العام العالمي كذلك توقفوا كثيرا عند أول تغريدة يخاطب الملك من خلالها شعبه، حيث تعامل معها أكثر من مليوني شخص أصبحوا يتابعون الملك سلمان على حسابه في «تويتر». هذه المنهجية الإعلامية الحديثة التي يتعامل بها الملك سلمان هدفها الأساسي التعامل مع الناس مباشرة، وهي تستند إلى دراسات موثقة تؤكد أن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالمي من حيث عدد مستخدمي موقع «تويتر» كوسيلة للاتصال والحصول على المعلومة وكذلك التعبير عن الرأي. وامتد هذا التطبيق إلى تمكين الشباب في ميادين الرأي العام حيث كان اختيار وزير الإعلام خير شاهد على هذا التوجه.