أخذت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة تنقل بيانات وتصريحات من أن الاتفاق بين الغرب وإيران أصبح قريباً، فإن وجدت نفسها غير قادرة على تحمل سبعة أشهر من التمديد لأن العقوبات الاقتصادية أرهقتها. تشير الدلائل إلى أن الغرب يتجه نحو التنازل أمام إيران مع أن الغرب هو المستفيد من انخفاض أسعار النفط على العكس من إيران المتضررة، فهل يتنازل الغرب عن القضايا المركزية السبع المطروحة في الاتفاق، وهذا ما أثار حفيظة دول المنطقة. فالبنود الثمانية المطروحة على جدول الأعمال بين إيران والدول الكبرى (5+1) تنحصر في عدد أجهزة الطرد المركزي الفاعلة، والحد من مخزون اليورانيوم الإيراني، وتفكيك البنية التحتية للملف النووي، والبحث وتطوير أجهزة الطرد المركزي والتأكيد على منشأة أراك، ومجمع تخصيب اليورانيوم في بوردو، وتطوير الصواريخ البلاستية واحتمال التوصل إلى إنتاج كميات حربية وفترة الاتفاق. هذه البنود الثمانية لم توافق إيران إلا على واحدة منها، هو خفض مخزون اليورانيوم، فهل تكتفى الدول الست بذلك أم أنها تتناول باقي البنود المطروحة في الاتفاق النووي، وهل هناك صفقة خفية تجعل الدول الست تغض الطرف عن بقية البنود السبعة. إن إسرائيل تهدد بالخيار العسكري إذا لم يتوقف التخصيب نهائيا، لكن دان مرجليت الصحفي الإسرائيلي والكاتب بصحيفة «يسرائيل هيوم» الناطق بلسان نتانياهو يقلل فيها من قيمة التهديدات الإسرائيلية لإيران ووصفها بأنها وهمية، وانتقد إصرار نتانياهو على السفر إلى واشنطن مطلع شهر مارس وإلقاء خطاب في الكونجرس ضد سياسة أوباما. أما الصحفي مرجليت فقد كتب في نفس الصحيفة بأن نتانياهو يمارس لعبة البوكر السياسي فينشر رياح الحرب، وكان الجيش الإسرائيلي وقف على عتبة الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فأجرى التدريبات التي كلفت الخزينة الإسرائيلية كما يقول أولمرت 4 مليارات دولار، فسارع العالم إلى تشديد العقوبات على إيران، لا يزال يعاني فيها الاقتصاد الإيراني وأرغم ذلك خامنئي على الدخول في المفاوضات. لقد بدأت المواجهة بين البيت الأبيض الذي يمثل الرئيس الأمريكي وإدارته، والكابيتول هل الذي يمثل مجلس الشيوخ والكونجرس، الأول يرى تخفيف العقوبات على إيران والثاني يرى تشديدها ومنع التوقيع على الاتفاق مع إيران، فأوباما هدد بالعقوبات على أي قرار من الكونجرس يزيد في العقوبات، وجاءت زيارة نتانياهو قبل العقوبات لتشديد الضغط على أوباما.