أعلن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت رفض الدولة العبرية «المقامرة» بأمنها، فيما تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إبرام اتفاق مع إيران لتسوية ملفها النووي. لكن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ذكّر بوجوب احترام «الصداقة» مع الولاياتالمتحدة. وأوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بينيت، رئيس «حزب البيت اليهودي» الديني المتشدد، إلى واشنطن لتحريض الكونغرس على الاتفاق المحتمل بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال بينيت: «في وقت أتوق للسلام، أعتقد بأن هذا ليس الوقت الملائم للمقامرة بأمننا. هذا وقت القول للإيرانيين: إما هذا أو ذاك. إما أن يكون لديكم برنامج تسلح نووي، أو أن يكون لديكم اقتصاد، ولكن لا يمكنكم الحصول على الاثنين في آنٍ». وأضاف أمام «معهد بروكينغز سابان» للدراسات حول سياسة الشرق الأوسط: «الأمر أشبه بمباراة ملاكمة، حيث الخصم مرمي أرضاً والحكم يعدّ: ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، وفي تلك اللحظة نذهب وننتشله ونزيل الضغط عنه. أنا مقتنع بأننا إذا زدنا وتيرة الضغط، سنحصل على الصفقة الصحيحة». ورجّح أن تكون طهران قادرة على صنع سلاح ذري خلال ستة أسابيع، وزاد: «إسرائيل لن تتساهل أبداً في شأن أمنها، وتاريخنا يتحدث عن نفسه». وذكّر بتدمير الدولة العبرية مفاعلَين نوويين في العراق عام 1981 وسورية عام 2007، مضيفاً: «أنقذنا العالم من مجانين مرتين. فعلنا ذلك لأننا ندرك مكانتنا في التاريخ ونعي مسؤوليتنا». وقال بينيت: «لا يمكننا التزام الهدوء فيما يسارع الغرب إلى إبرام اتفاق كارثي مع إيران»، معتبراً أن «اتفاقاً لا يفكّك برنامجها النووي سيتيح لها أن تصبح دولة نووية». وتابع: «أعتقد بأن عدداً متنامياً من أعضاء الكونغرس يتفهمون الآن أن الاتفاق الجاري صوغه يرفع العقوبات (عن إيران) من دون أن يلغي آلتها النووية». وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية، أن 65 في المئة من الإسرائيليين يعارضون الاتفاق المقترح مع طهران، في مقابل 16 في المئة. وأيّد 52 في المئة من الإسرائيليين اليهود هجوماً تشنّه تل أبيب على طهران، إذا أبرم «اتفاق سيء»، في المقابل 26 في المئة. واعتبر حوالى 69 في المئة من المستطلعين أن الجيش الإسرائيلي قادر على شنّ هجوم بمفرده. لكن بيريز شدد على وجوب «الامتناع عن التقليل من شأن الصداقة» مع الولاياتالمتحدة، مضيفاًَ: «يمكن أن تحدث خلافات، ولكن يجب أن تدار بطريقة تتفق مع عمق الموقف. إذا كانت هناك خلافات، يجب أن نعبّر عنها، ولكن علينا أن نتذكر أن الأميركيين يعرفون شيئاً أو أكثر. لسنا وحدنا (مَن نعرف)». وزاد: «لم تقدّم إسرائيل أي طلب إلا واستجابت له إدارة أوباما». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ذكر أن واشنطن «تجري حواراً ودياً ومتحضراً جداً» مع نتانياهو في شأن المفاوضات مع طهران. وأضاف: «أحترم تماماً مخاوفه العميقة، كونه رئيساً لوزراء إسرائيل، في شأن طابع هذا التهديد بالنسبة إليها. نتفهم ذلك». واستدرك: «لا نختلف في شأن الهدف، بل الأسلوب. نعتقد بأننا يجب أن نتخذ هذه الخطوة الأولى». الوكالة الذرية وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في تقرير فصلي جديد حول الملف النووي لإيران، أن الأخيرة أبطأت مُذ تسلّم الرئيس حسن روحاني منصبه في آب (أغسطس) الماضي، نشاطاتها النووية، إذ لم تُركِّب سوى 4 أجهزة للطرد المركزي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز (في مقابل 1800 جهاز في الأشهر الثلاثة السابقة)، كما لم تُشغّل أي جهاز طرد جديد في منشأة فردو، ولا الجيل الجديد من أجهزة الطرد من طراز «آي آر-2 أم». وأشار التقرير إلى أن طهران لم تُركِّب «أي أجزاء مهمة» في منشأة آراك التي تعمل بالماء الثقيل والقادرة على إنتاج بلوتونيوم، مضيفاً أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة زاد نحو 5 في المئة فقط إلى 196 كيلوغراماً منذ آب. لكن نتانياهو قلّل من أهمية تقرير الوكالة، معتبراً أن «إيران لا توسّع برنامجها النووي لأنها تملك أصلاً البنى التحتية الضرورية لصنع سلاح نووي». إلى ذلك، ينوي الاتحاد الأوروبي إعادة فرض تجميد لأصول شركات إيرانية، بعد إلغائه بأمر قضائي.