ما فائدة أن نفتح حوارات، لقاءات ومنتديات، لمحاورة الشباب، ونحن لانسمح لهم، إلا بقول ما نريد نحن؟ متجاهلين بذلك عما يريدون إيصاله إلينا، إذ يغلب على كثير من تلك اللقاءات والمنتديات طابَع الإلقاء والسرد، من قِبل ضيوف اللقاء، أو المنتدى، فنادرا ما نجد لقاءات، تهتم بعقد حوار أو مناقشة، تكون بمشاركة من كِلا الطرفين، حتى يُمنح الشبابُ فرصة للتعبير عن آرائهم، فجيل اليوم ليس كالسابق، إنه جيل الانفتاح وتبادل المعلومات، وإذا لم نمنحه هذا الحق للتعبيرعن رأيه فسيعطينا ظهره وسيعبر بطريقته هو، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة، استغلال الشباب لمنصات التواصل الاجتماعي، كالتويتر، الفيس بوك، اليوتيوب، الوتس آب وغيرها، لتوظيف إمكاناتهم واستخدامها في حرية التعبير وطرح الأفكار والآراء المختلفة.. فكيف نمنح شبابنا حرية التعبير عن الرأي؟ إن حرية التعبير عن الرأي حق إنساني، ونحن نعلم جيدأ بأنه ليس هناك حرية شخصية مطلقة، ومن أراد التعبير عن آرائه لابد أن يكون مدركاً للقواعد الأخلاقية والقانونية، ومعرفة الضوابط والحدود التي يقف عندها، فلا حرية بنشر الفساد والفتن ولا حرية للمساس بمعتقدات الآخرين، وإن ممارسة هذا الحق تحتاج لمعرفة وإدارك وحكمة، قال تعالى: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» النحل 125. وإنَّ مانراه الآن، توجُّه كثير من الشباب إلى منصات التواصل الاجتماعي؛ للتعبير عن آرائهم، فهي متاحة وسهلة لإيصال أفكارهم واحتياجاتهم، وهو رد فعل طبيعي ومتوقع، والفجوة كبيرة هنا، ويقع اللوم فيها على الأسرة أولاً والمجتمع ثانياً، إن الشباب طاقة كامنة، وإذا ما تمَّ إعطاؤهم الفرصة لإيصال أفكارهم؛ كانوا أكثر وعياً وإدراكاً ومسؤولية، وأكثر قدرة على مواجهة التيارات الفكرية بمختلف أنواعها، ولضمان عدم توجههم، إلى طرق لاتخدم أوطانهم، فلايكونون أدوات في يد الغير، ولابد هنا من احتوائهم وتبني أفكارهم، وفتح أبواب لقاءات تترك لهم فيها حرية التعبير عن الرأي والبوح بمشكلاتهم وهمومهم، وتوضيح توجهاتهم، ضمن الضوابط والقيود المتعارف عليها.