يعالج كتاب «السعوديون والمقيمون.. نظرة متبادلة» للدكتور عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر (مدير عام الاتصال والإعلام في الهيئة الملكية للجبيل وينبع) قضية حساسة ومهمة في هذا التوقيت، ولعله يعد بمثابة دعوة حقيقية لجميع مكونات المجتمع للإسهام في هذا المجال، والذي يجب أن يأخذ حيزا كافيا من الاهتمام، خصوصا من جانب مؤسسات البحث العلمي ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات المعنية الرسمية والفردية. وكما يقول المؤلف: إن المملكة تشهد طفرات وقفزات تنموية واجتماعية واقتصادية هائلة يجب أن يلازمها بناء وتعزيز صورة ذهنية صحيحة وإيجابية تعمل على خلق التوازن المطلوب، وهذا لن يتم إلا باستجلاء الجوانب المجهولة بشأن علاقة السعوديين بالآخر وعلاقته بهم من دون مؤثرات خارجية. يأتي الكتاب في وقت حساس تموج فيه المنطقة العربية بأحداث وتداعيات كبرى تجعلها مصب اهتمام العالم أجمع، ولعل التوصيات التي تضمنها الكتاب تعد انطلاقة جادة يمكن أن تساهم في تصحيح الصورة الذهنية وتشكيل الانطباع الحقيقي لكل طرف عن الآخر كما يقول الكاتب، خصوصا أن الكتاب تضمن نوعين من التوصيات: الأولى متعلقة بالجانب العلمي، والثانية متعلقة بالجانب العملي. ومع ما خرج به الكتاب من توصيات عملية معمقة، فإن الكاتب يرى أن هذا الحقل لا يزال بحاجة إلى دراسات معمقة وموسعة تتناول جوانب متعددة، من بينها: دراسات تستهدف معرفة الصورة الذهنية التي يحملها السعوديون عن ذواتهم، ودراسات تستهدف التعرف على صورة السعوديين لدى العرب والمسلمين في بلدانهم، مع التركيز على الدول التي يشاهد كثافة من أفرادها في المملكة، ودراسات تستهدف معرفة مدى الأثر الذي تسهم به قنوات الاتصال في تكوين الصورة الذهنية وبالتحديد الاتصال الجماهيري الذي أوضحت نتائج هذه الدراسة تناقضا بين التأثير الفعلي له وما يعتقده المبحوثون من السعوديين والمقيمين حول حجم هذا التأثير، إضافة إلى التوسع في إدخال دراسات الصورة الذهنية ضمن مناهج كليات وأقسام الإعلام في المملكة، ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات مغيب في الخطط الدراسية بكثير من أقسام الإعلام. ويوضح الكاتب أن المبحوثين من السعوديين والمقيمين على ضعف العلاقة بينهما خارج الإطار الرسمي وهو ما دلت عليه النتائج المتعلقة بأبعاد «علاقات التبادل» و«العلاقات المجتمعية» و«الرضا»، وعطفا على ذلك.