أجمع مثقفون وأكاديميون سعوديون وإماراتيون على متانة العلاقات السعودية الإماراتية واستنادها إلى مقومات وأواصر تعزز العلاقات دوما وتدفعها باتجاه التكاملية. وأرجع رئيس موقع 24 الإخباري الدكتورعلي بن تميم على تميز العلاقة الإماراتية السعودية إلى استنادها على أسس قوية من التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة، التي تعزز روح التضامن العربي، حيث إن البلدين يبديان حرصا كبيرا على ترجمة قيم الأخوة والصداقة بما ينعكس إيجابا على الشراكة بين البلدين وتنسيق وتوحيد المواقف السياسية إزاء العديد من التحديات الراهنة، والقضايا العربية والدولية، ومواجهة الإرهاب. ولفت إلى أن زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى للمملكة تعكس التوافق والتكامل بين البلدين، خصوصا على صعيد ما يعتلي من أخطار تهدد المنطقة العربية جمعاء إضافة إلى التشديد على اهتمام المملكة بالمنطقة العربية في ظل تحديات ضخمة تواجهها المنطقة، لاسيما الانقلاب في اليمن والوضع الأمني في ليبيا. ويؤكد الشاعر سلطان العميم حرص الإمارات على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي، وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع المملكة ما يشكل قواعد متينة للصرح المتنامي من العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع البلدين من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. فيما ترى أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات الدكتورة فاطمة الصائغ أن الزيارة تأتي لدعم العمل الخليجي المشترك، وتحقيق التنمية المستدامة لأبناء دول مجلس التعاون، وتكشف مدى اهتمام وحرص المسؤولين في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة في الدفع بالعلاقات العريقة التي تجمعهما إلى الأمام، ودعمها من خلال توحيد السياسات والمواقف في مواجهة الكثير من التحديات الإقليمية والدولية. ويرى الخبير الاستراتيجي عمرو العامري أن كسر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قواعد البروتكول واستقباله ولي عهد أبوظبي في المطار له دلالة على استراتيجية العلاقة وأيضا أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الإطار السياسي وتدخل ضمن النطاق الأخوي والتكاملي كون البلدين بلدا واحدا في خليج واحد. وأوضح الباحث الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أن العلاقات ما بين المملكة والإمارات أنها علاقات استراتيجية لم تبن عاطفيا أو صدفة بل هي علاقة شراكة استراتيجية خاصة أن البلدين هما من دعاة المحبة والسلام. من جهته، قال الملحق الثقافي للشؤون الثقافية في الإمارات الدكتور محمد المسعودي أن التداخل الوجداني الفريد الذي يجمع حكومتي وشعبي البلدين أنموذج فريد للعلاقات الراسخة والضاربة أعماقها في التاريخ، موضحا أن العلاقات الثنائية بين المملكة والإمارات وعميقة يستشرف من خلالها قيادتا البلدين الشقيقين تطويرها وازدهارها في كل المجالات كمصير واحد مشترك، وهذا يؤكد بجلاء مكانة الإمارات شعبا وقيادة في قلوب شعب المملكة. موضحا أنه يدرس في الإمارات ما يزيد على 2500 طالب وطالبة. من جهته، يرى الإعلامي ناصر الدعجاني أن العلاقات الثنائية بين المملكة والإمارات تبلغ حد المثالية في كل جوانبها، فالدولتان الخليجيتان الأكبر اقتصاديا بين دول المجلس وعربيا أيضا تسيران على خط سياسي واحد في نظرتهما للمتغيرات الدولية وطريقة التعامل معها خارجيا وبالتالي فإن توفر أسباب التقارب نابع من الإيمان المشترك لدى الدولتين بالمصير الواحد وضرورة التكاتف أمام التحديات الكثيرة التي ما فتئت تعصف بمنطقة الخليج العربي.