تألق الأهلي في الموسم الحالي لم يأت من قبيل الصدفة، بل كان وراءه عمل فني وإداري خطط له مسبقا، بداية من التعاقد مع «جروس» ليقود الدفة الفنية، حيث منحته الإدارة كافة الصلاحيات، بعد أن وفرت له جميع عوامل النجاح، والتي تكللت بتحقيق أولى بطولات الموسم، حيث حصد الأهلي بطولته المفضلة مسابقة كأس ولي العهد السعودي لكرة القدم على حساب الهلال 2-1، في نهائي أقيم على ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، مبددا آمال الهلال في الفوز باللقب ال (13)، مفرحا جماهير القلعة الخضراء بالعودة لمنصات التتويج، وحصد ذهب البطولة للمرة السادسة في تاريخه، والأولى منذ 2007، عندما توج على حساب غريمه التقليدي في جدة الاتحاد 2-1، وسبق ل «قلعة الكؤوس» بلوغ نهائي البطولة 11 مرة أعوام 1957 و1958 و1970 و1974 و1998 و2002 و2003 و2004 و2006 و2007 و2010، توج خلالها 5 مرات. وتوج الأهلي بقيادة مدربه السويسري كريستيان جروس تألقه في الموسم الحالي الذي لم يتلق فيه أي خسارة بالمحافظة على سجله خاليا من الهزائم وتتويج مستوياته المميزة. كما أن إدارة الفريق أعدت التشكيلة قبل انطلاقة الموسم بشكل جيد من خلال تعزيز صفوفها بأفضل العناصر المحلية المتاحة، فجلبت حسين المقهوي من الفتح، وصالح العمري من القادسية، وسلمان المؤشر من الوحدة، ومهند عسيري من الشباب. كما تعاقد الأهلي مع رباعي أجنبي مكون من السوري عمر السومة والهولندي مصطفى الكبير والكولومبي خايرو بالومينو والأسباني داني قبل تسريح الثلاثي الأخير وتعويضهم بالمصري محمد عبدالشافي والبرازيلي برونو سيزار ومواطنه أوزفالدو في فترة الانتقالات الشتوية. ولا شك في أن الفوز بلقب الكأس سيمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة لبقية منافسات الموسم، حيث يحتل المركز الثاني خلف النصر المتصدر بفارق 5 نقاط، وبإمكان الأهلي تعويض هذا الفارق في حال استمر على نفس المستوى. وما يميز الإدارة الأهلاوية أنها تعمل في صمت بعيدا عن الضجيج الإعلامي أو الصخب الجماهيري، وغطت صفقاتها وتعاقداتها بنطاق من السرية ولم تفصح عنها إلا بعد إعلان التعاقد الرسمي، الأمر الذي جعلها تنجح في إتمام تعاقداتها بعيدا عن تدخلات الأندية الأخرى أو دخول آخرين على خط المفاوضات كما هو معروف بين الأندية السعودية. وتكمن تعاقدات الأهلي في المراكز التي تحتاج لتدعيم، ما جعله يملك دكة بدلاء قوية لا تقل عن اللاعبين الأساسيين، كما لا يجيد سياسة التكديس من خلال التعاقد مع لاعبين ليس بحاجة لخدماتهم من أجل إضعاف منافسيه.