(وكن رجلا إن أتوا بعده ... يقولون مر وهذا الأثر) يخطر ببالي هذا البيت لأمير الشعراء أحمد شوقي كلما مر ذكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فالأمير خالد ليس من أولئك الناس الذين يحلون في المكان ثم يرتحلون دون أن يتركوا أثرا .. وأثرا بارزا أيضا. ترك أثره الجميل على أبها بعد سنوات طويلة من خدمتها أميرا ومثقفا.. ثم أراد له الله أن يتشرف بخدمة بيته الحرام، فتولى إمارة منطقة مكةالمكرمة وكان كعادته صاحب الأثر الملموس. رأى أبناء المنطقة أثر سموه في حركة المشاريع المتعثرة، وانتعاشها، وإتمامها، ورأوا أثره في المشاريع الكبرى التي أقدم عليها بجرأة وعزم: كمشروع العشوائيات، ومشروع البرماويين، ورأوا أثره في الرؤية التخطيطية التي برزت من خلال خطته العشرية، ورأوا أثره في تفعيل الحركة الثقافية والأدبية والتشكيلية، ورأوا آثار حزمه المعروف في قيام المسؤولين والموظفين بإتمام ما أسند إليهم، تأسيا بأميرهم، وخوفا من محاسبته للمقصر والمفرط. وفي الجملة، فما من قطاع أو إدارة أو مشروع في المنطقة إلا وأنت واجد لابن الفيصل أثرا فيه قل أو كثر. ثم ارتحل حفظه الله إلى وزارة التعليم، فحل فيها من شخصيته انضباط، ومن طباعه حزم وعزم، على الرغم من قصر مدة عمله بالوزارة. ثم شاء الله سبحانه أن يرجع لمكة ليتم ما بدأه، ويواصل ما افتتحه، ويكمل المشوار الذي خطا خطواته الأولى. فشكرا جزيلا لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولولي عهده الأمين، ولولي ولي العهد.. شكرا لهم على ما يخصون به مكة وأهلها من رعاية وعناية. وشكرا لك يا أميرنا خالدا.. لقد أديت ما عليك في الأولى.. وها أنت ترجع لنا ثانية لتؤدي ما عليك وزيادة، وترسم لمكة لوحة بهية مشرقة.. لوحة لن تكتمل بسواك!.. والله الموفق. (*) مدير جامعة أم القرى.