لا يختلف اثنان على أن المسلمين يمرون بمنخفض حضاري وأن النهضة يجب أن تكون غاية ومسعى الجميع. لكن المعضلة عندما يدفع غرور الأنا أشخاصا لتوهم أنهم يمكنهم تحقيق النهضة بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها وهي الطريقة الغرائزية المشتركة مع الحيوانات التي لا تحتاج لتعليم ولا لملكات عليا وهي العنف وإن كانت فعليا من أسباب الانحطاط وليست من وسائل النهضة لكن سبب اعتقادهم أن عنفهم العبثي يحقق النهضة يمكن تبينه بقصة الحكيم الذي رآه تلاميذه يبحث عن شيء تحت عامود النور في الشارع فسألوه عن حاله، فأخبرهم أنه أضاع مفاتيحه في بيته، فاستغربوا وسألوه فلماذا يبحث عنها هنا في الشارع؟ فقال إنه ليس في بيته إضاءة فجاء ليبحث عن مفاتيحه حيث توجد الإضاءة. فالمعضلة أنه تم إقناع مراهقين وشباب غالبا عاطلين عن العمل ومفتقرين للتأهيل العلمي والعملي أنه تقع عليهم وعلى جماعتهم الإرهابية مسؤولية تحقيق النهضة، لكن النهضة لا تتحقق بتغلب جماعة على السلطة خاصة إن كانت الجماعة همجية الأنماط وعدائية تجاه كل دول العالم ولا صديق لها، فهي وإن توصلت للسلطة سيفرض عليها حصار اقتصادي وتكنولوجي، وأنماطها الهمجية تجعل كل أصحاب التأهيل العالي يفرون منها، فكيف ستحقق النهضة وهي مقاطعة ومحاربة من العالم الصناعي الذي يملك العلوم والتكنولوجيا؟ وقد أفرغت أنماطها الهمجية المجتمع الذي تسيطر عليه من أصحاب التأهيل العالي وأصحاب رؤوس الأموال خاصة مع سياساتها الظالمة تجاه الاقليات لدرجة استحلال خطف واغتصاب واستعباد طفلاتهم وأمهاتهم لشهواتهم؟. النهضة مسؤولية أصحاب التأهيل العالي فهؤلاء هم من ينهضون بمجالات التعليم والأبحاث والفكر والثقافة والصناعة والتجارة والعمران والبنية التحتية وبها تصبح الأمة ناهضة وعزيزة وليس بعمليات تفجير وتنكيل هنا وهناك تنحط بالأمة ولا ترفعها.