إذا كان الإنسان أكثر حظا وأطول عمرا في هذا الزمان عما كان عليه في الماضي وقبل خمسين عاما - كما ذكر في وقفة سابقة - وكما دلت عليه الأبحاث العلمية، فإن لهذا الزمان من المنغصات والمخاوف ما يجب أن يؤخذ في الحسبان. منها على سبيل المثال التساؤل هل سوف يستمر التقدم والرفاهية في العالم؟ وهل سوف يعم الجميع (دول عالم أول وثاني وثالث)؟ تدل الدراسة العلمية والمؤشرات تبين أن التقدم سوف يشمل كل دول العالم حتى العالم الثالث! فهذه نعمة ولله الحمد، ولكن هل سيصاحب هذا التقدم منغصات. على سبيل المثال قلة في الموارد والطاقة؟ وهما أهم عنصرين لمساعدة البشر على الأرض! وهل في استطاعة الأرض أن تمد كل من عليها من البشر بالغذاء؟. للإجابة على هذا التساؤل يجب أن نشير إلى أن معدل النموي البشري وتكاثر الإنسان على هذه الأرض في نقصان! فقد دلت الدراسات أن معدل نمو البشر قد وصل في عام 2001 إلى 1.26 % بينما كان التكاثر في عام 1964 حوالي 2.16 % لقد كان يضاف سنويا على ظهر الكرة الأرضية 87 مليونا من البشر، وذلك كان في عام 1990، بينما الآن انخفض إلى 76 مليون نسمة! (لقد زاد المال ونقص البنون)؟ ولكن هل على الأرض من الموارد الغذائية ما يكفي؟ يقال إن العالم يستثمر الآن حوالي 11 % فقط من المساحة التي أوجدها الخالق لعباده لكي يستقلها للزراعة والغذاء. وماذا عن الطاقة؟ يبدو أن الاقتتال الآن والحروب هي بسبب الطاقة، وإن حاول السياسيون وصناع الحروب ادعاء أسباب أخرى؟ مع أنه وكما تدل الدراسات والإحصائيات أن مصادر الطاقة كافية ووافية ولأكثر من يحتاجه العالم؟ وإلى أن تقوم الساعة... إذا فقد من الله على الإنسان في هذه الأرض ومده بما يحتاج من غذاء وطاقة وسخر له ما في الأرض جميعا لينعم بحياة سعيدة يتفرغ فيها للعبادة والتعمير والتكاثر، فهل رعى تلك النعمة وحافظ عليها؟ وأدى حق الله عليه؟ أم لوث بيئتها ودمر إنتاجها وجعل منها مقابر لأخيه الإنسان؟ وساد العنف والطغيان! والإنسان في هذا الزمان وإن كان في نعمة وصحة ورفاهية فإنه لم يرعها؟ والخوف هو أن يظن الإنسان أنه (أصبح قادرا عليها؟) ومن هنا تنشأ مخاوفنا علينا وأكثر على أجيالنا القادمة.