قدر لي، هذا العام، زيارة سوق (التنين الصيني) في إمارة دبي.. وإذا أردت أن تشاهد العدد الحقيقي للسعوديين الذين زاروا مدينة (دبي)، فما عليك سوى الذهاب لهذا السوق الكبير في حجمه ومحتوياته وهو يبتعد كثيرا عن مركز المدينة.. وحينما تتجول فيه تشعر وكأنك تتجول في إحدى المدن الصينية.. وتقدر نسبة زواره من السعوديين بما يقارب 90%، وذلك لرخص مبيعاته التي تحتوي على كل شيء يريده الإنسان ما عدا الطائرات والسلاح، أما ما عدا ذلك فإنه متوفر وبأرخص الأسعار. ويبدو لي أن سر تفوق إمارة (دبي) أنها أبدعت في إغراء المستثمرين وتسهيل مهمتهم في تنفيذ المشاريع التي يرغبون فيها.. وهذا السوق واحد من تلك المشاريع التي تفردت بها هذه الإمارة. وبالمناسبة، فهناك العديد من المشاريع التي ينفذها سعوديون كنت أتمنى أن أراها تنفذ في وطني المملكة العربية السعودية، وبخاصة المستشفيات التي يوجد لدينا فيها عجز كبير. وقد شاهدت بعض المستشفيات التي بنيت هناك على أحدث مستوى ممكن.. وقد علمت أن واحدا من هؤلاء المستثمرين أراد إنشاء هذا المستشفى في (مكةالمكرمة)، ولكن حيل بينه وبين تحقيق هذا الحلم ووضعت أمامه كافة العراقيل والتعقيدات، ولم يكن أمامه من حل سوى تنفيذ مشروعه في (دبي) بعد أن سهلت له الإجراءات واستقبل أفضل استقبال.. وهذا يدعونا إلى إعادة النظر في إجراءات الاستثمار لدينا، سواء من المستثمرين السعوديين أو الأجانب، وعلينا أن نتخلى عن الروتين والتعقيدات التي لا تتماشى مع العصر. خصوصا أن المملكة العربية السعودية تمتلك كل الإمكانيات اللازمة لتكوين بيئة جاذبة للاستثمارات وما ينقص فقط هو الإدارة الناجحة التي تجد الشفرة المناسبة لحل كل تلك التعقيدات.. وتستطيع استقطاب الاستثمارات بكل سهولة ويسر.